• صاحب المنشور: أماني الكتاني
  
  ملخص النقاش:
  

  في عصر تزايد فيه اعتمادنا على التقنيات الرقمية، أصبح من الضروري استكشاف التأثيرات المحتملة لهذه التغييرات على صحّتنا النفسيّة. قد يبدو الأمر غريزيًا أن يؤدي استخدام الأجهزة الذكية والشبكات الإلكترونية إلى زيادة التواصل الاجتماعي وتعزيز العلاقات الإنسانية؛ إلا أنه هناك وجه آخر لهذه القضية يُظهر آثاراً سلبية محتملة.

المشكلة الرئيسية: إدمان وسائل الإعلام الاجتماعية

من أهم المشاكل التي ظهرت هي مشكلة الإدمان على وسائل الإعلام الاجتماعي. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود رابط بين الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق. الشعور الدائم بالحاجة للتحقق من الرسائل الجديدة، والمقارنة المستمرة مع الآخرين الذين يعرضون حياتهم المثالية عبر الإنترنت، يمكن أن يسببان شعوراً بالفشل وعدم الرضا الشخصي.

العزلة العاطفية والعلاقات غير الحقيقية

التواصل عبر الشاشات ليس بنفس كفاءة الاتصال الوجه لوجه. رغم أنه يسمح لنا بالتواصل مع أشخاص بعيدين جغرافياً، فقد يساهم أيضاً في عزل الناس عاطفياً. بعض الأشخاص يقضون وقت طويل في افتراض الواقع الذي يخلقونه بأنفسهم عبر الانترنت، مما يؤثر سلباً على قدرتهم على بناء علاقات حقيقية خارج العالم الافتراضي.

الآثار الجسمانية للتقنية

لا تقتصر مخاطر التكنولوجيا على الجانب النفسي فقط. التعرض الطويل للأجهزة الإلكترونية يتسبب في قلة النوم بسبب الضوء الأزرق المنبعث منها والذي يمنع إنتاج هرمون "الميلاتونين"، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. بالإضافة لذلك، فإن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة يمكن أن يؤدي إلى وضعيات خاطئة تؤذي العمود الفقري وتؤدي لإجهاد العين.

الحلول المقترحة

لتجنب هذه المشاكل الصحية والنفسية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا، ينصح الخبراء بتطبيق عدة تدابير بسيطة ولكن فعالة. الحد من الوقت المستغرق أمام الشاشات اليومية أمر ضروري، وكذلك تحديد فترات راحة منتظمة لتخفيف التوتر البصري والحركي للجسم. كما يوصى بممارسة الرياضة الخارجية والتفاعلات المجتمعية للتواصل الفعلي وبناء روابط اجتماعية أقوى وأكثر استقرارا.

وفي النهاية، يجب النظر إلى التكنولوجيا ليس كمصدر لكل الخير أو الشر، بل كتدبير يحتاج إلى توازن وإدارة ذكية للحفاظ على رفاهيتنا العامة.