- صاحب المنشور: وسن البدوي
ملخص النقاش:التأثير الجسيم لتغيرات المناخ على الأمن الغذائي عالمياً يمثل تحدياً كبيراً للقرن الحادي والعشرين. هذا المقال سيستكشف كيفية تأثير هذه الظاهرة على الغذاء المنتج والمستهلك حول العالم، مع التركيز على الآثار الاقتصادية والصحية والبيئية المرتبطة بها.
الأسباب: تغير النظام الإيكولوجي الزراعي
- درجة الحرارة المتزايدة: ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تغيير موسم نمو المحاصيل، مما قد يخفض إنتاجيتها ويؤثر سلباً على جودة بعض المنتجات الغذائية. على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب الطقس الحار في تلف محصول القمح قبل نضجه الطبيعي.
- الظواهر الجوية القصوى: الأمطار الغزيرة والجفاف هما ظاهرتان متكررتان أكثر الآن بسبب تغير المناخ. بينما تحتاج العديد من المحاصيل إلى كميات ثابتة من الماء، فإن هذين الحدثين غير المستدامين يمكن أن يدمرانهما أو قللاً من خصب التربة.
- انتشار الآفات والأمراض النباتية: مع زيادة درجات الحرارة وتغيّر البيئات، تتوسع المناطق التي يمكن أن تعيش فيها العديد من الأنواع الضارة بالنباتات، مما يشكل تهديدًا أكبر للمحاصيل.
- تآكل التربة وانخفاض خصوبتها: تتعرض الأرض لعملية تفكيك المكروبية بسبب تغير درجة الرطوبة والصحة الحيوية العامة للأرض تحت سطحها، وهذا يعني فقدان العناصر المغذية الأساسية للنباتات.
التداعيات العالمية: نقص الغذاء ومشكلات صحية
- ارتفاع أسعار المواد الغذائية: عندما تكون هناك حاجة لمزيدٍ من المياه لإنتاج نفس الكمية من الطعام نتيجة للجفاف مثلاً، ترتفع تكلفة الانتاج الزراعي وبالتالي تزداد تكلفة الطعام بنسبة كبيرة. كما ينطبق الشيء نفسه عند استخدام المزيد من الأسمدة الصناعية لتحسين الخصوبة المنخفضة للتربة.
- نقص الغذاء وانعدامه: يُشير تقرير للأمم المتحدة إلى أنه بحلول عام ٢٠٥٠، ستكون حوالي ملياري شخص يعانون من سوء التغذية الناجم عن تغير المناخ وقلة الاكتفاء الذاتي غذائيا. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أيضا بأن تغيرات الطقس تؤثر مباشرة على توافر الغذاء وأنماط استهلاكه وقيمته الصحية.
- الإجهاد الحراري والتلوث الهوائي: بالإضافة لأزمات الامداد بالغذاء، يعدّ التعرض للإجهاد الحراري أحد التأثيرات الأكثر فتكا بتغير المناخ حسب الدراسات العلمية الأخيرة. علاوة على ذلك، تساهم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وأخرى سامة أخرى بصورة مباشرة في زيادة تركيزات التلوث داخل المدن والحضر مما يؤذي جودة الحياة وصحة الإنسان عموما.
الاستراتيجيات المقترحة للتكيف والاستعداد
إن فهم وتعزيز قدرتنا على مواجهة المخاطر المحتملة ضروري لحماية أمننا الغذائي مستقبلاً. تشمل الحلول العملية ما يلي:
- تطبيق نظم زراعية ذكية تستشعر وتحسن أداء نظام الري وفقا لكميات الأمطار الموسمية واحتراماً للاستخدام الفعال للمياه الأرضية؛
- تطوير أصناف جديدة ومقاومة لهذه المشاكل عبر التح الهندسة الوراثية والإدارة الفعالة لموارد محدودة وضمان الوصول إليها ومن ثم تخزينها لفترة طويلة ؛
- الاعتماد بشكل متزايد على الحراك المجتمعي والتنوع الثقافي لاستيعاب تأثيرات الكوارث الطبيعية خاصة تلك المتعلقة بالأعمال اليدوية التقليدية واستعادة المهارات القديمة وإعادة توزيع الدعم الحكومى وتنمية القدرات الذاتية؛
- تدريب العمالة البشرية بشأن إدارة مخزون الغذاء وكيفيه تحقيق الاعتماد علي النفس ضمن حدود بيئتهم الخاصة وخلق ثقافة التشارك بين الأفراد والشركات الرسمية لنشر قيمه المسؤوليه الاجتماعيه .
ختاماً ، يبدو واضحاً مدى ارتباط قضيه الأمن الغذائي بعوامل خارج نطاق اهتمام معظم الناس اليوم ولكنها حقيقة واقعه ولذلك فهو امر يستحق النظر فيه واتخاذ الخطوات اللازمة حاليا لبناء مجتمع قادر حقا علي resisting against climate change events