- صاحب المنشور: عبد الحسيب بن مبارك
ملخص النقاش:تواجه اقتصادات العالم اليوم تحديات متعددة الأوجه تعكس التغيرات الجذرية التي يشهدها الكوكب. فمن جهة، يتسبب تغير المناخ في اضطرابات كبيرة تؤثر مباشرة على الثروة الزراعية، سلاسل الإمداد اللوجستي، والصحة العامة للسكان عالميا. ومن جهة أخرى، ينمو الذكاء الاصطناعي بطريقة هائلة مما يفتح آفاقا جديدة للإنتاجية والاستخدام الأمثل للموارد ولكن أيضاً يخلق قضايا أخلاقية وهيكلية غير مسبوقة.
لكن هناك بصيص أمل فيما يبدو أنه خلاف بين هذين القطبين: القدرة المتزايدة للتقنيات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي على دعم الاستجابة للتغير المناخي وتوفير حلول مبتكرة للاستدامة البيئية. فعلى سبيل المثال، يمكن لاستشعار الأشعة الأرضية عبر الأقمار الصناعية المدعومة بالتعلم العميق تقديم رؤى دقيقة حول جودة الهواء والمياه والتلوث البلاستيكي وغير ذلك بكفاءة أكبر وأقل تكلفة مقارنة بالأساليب التقليدية.
التعاون الفعال
يتطلب هذا التحالف الناشئ بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتدابير مكافحة التغير المناخي تكاتفا دوليا فوريا. إن الشراكات بين الحكومات والشركات والأوساط الأكاديمية ضرورية لتطوير وتطبيق هذه الحلول بشكل عادل وبناء قدرتها على الصمود. وهذا يعني تشجيع البحث العلمي المكثف واستثمار رأس المال الكبير لجعل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أكثر توفرا وقابلية للاستخدام لدى جميع البلدان.
التحديات الأخلاقية
مع كل الابتكار تأتي مجموعة جديدة من المخاطر والقضايا الأخلاقية. يعد استخدام البيانات الضخمة للحكم بشأن السياسات البيئية أحد المواضيع الرئيسية هنا. هل ستكون القرارات المعتمدة على خوارزميات ذكاء اصطناعي محايدة وموضوعية حقًا أم أنها قد تحمل ضمنيًا تحيزات أو تصورات خاطئة؟ كما يدفع تطوير نماذج "التعلم بدون معلم"، والتي تتجنب الحاجة إلى التدريب المُعَلم بشرياً، الحدود القانونية والإرشادات الاخلاقية لدور الانسان في صنع قراراته الخاصة به.
مستقبل مشترك
في النهاية، فإن توفر نظام بيئي بيئي واقتصادي معافي له أهمية قصوى لتحقيق تقدم طويل الأجل وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل حقيقي. بالنسبة للاقتصاد العالمي ككل وللكوكب بأجمعه، فإن تنسيق جهود مواجهة تغير المناخ وتقديم دفعة للابتكار الذي يقوده الذكاء الاصطناعي هو أمر بالغ الأهمية لصناعة مستقبل أكثر استدامة وإنسانية لكل البشر.