• صاحب المنشور: عبد العظيم الشهابي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر العولمة الرقمية الحالي، يبرز دور اللغة العربية باعتبارها إحدى أهم وسائل الاتصال العالمية. رغم كونها لغة رسمية لعدد كبير من الدول الإسلامية، تواجه اللغة العربية العديد من التحديات التي تؤثر على انتشارها العالمي واستخدامها الفعال عبر الإنترنت. هذه التحديات تتلخص في محدوديتها التقنية، حيث إن معظم أدوات الترجمة الآلية ليست دقيقة بما يكفي للتعامل مع التعقيدات اللغوية الخاصة باللغة العربية مثل الصرف والإعراب. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة نقص المحتوى العربي الرقمي الواسع والمحتوي بطرق غير شرعية والتي قد تضر بصورة اللغة نفسها وبناء المجتمع المعرفي حولها.

وعلى الرغم من هذه التحديات الكبيرة، توجد أيضاً فرص هائلة أمام تطوير استخدام اللغة العربية كوسيلة للتواصل الدولي. فمع زيادة الاهتمام العالمي بالإسلام والثقافة الإسلامية، ازداد الطلب على تعلم وتعلم المزيد عن الثقافات والأديان المختلفة مما يمكن أن يشجع برمجة الأنظمة والتقنيات الجديدة لدعم اللغة العربية وتحسين جودة محتواها عبر شبكة الانترنت لتسهيل الوصول إليها وزيادة الانتشار الجماهيري لها. كما أنه بإمكان الحكومات والشركات دعم هذا الأمر من خلال تشجيع البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا المعلومات المتعلقة باللغة العربية وتعزيز نشر المواقع الإلكترونية والصفحات الرسمية باللغة العربية للمساعدة في تعميم استخداماتها وانتشار نصوصها ومناقشات مواضيعها داخل وخارج البلاد الناطقة بها أصلاً.

وفي النهاية، فإن تحقيق مكانة مهمشة ولكن محترمة للغة العربية ضمن منظومة التواصل الدولية يتطلب جهوداً مشتركة بين جميع الجهات ذات الصلة - سواء كانت حكومية أو خاصة – لتحقيق تقدم تقني ملحوظ نحو ترسيم موضع جديد أكثر بروزاً لهذه اللغة المهمة داخل المشهد العالمي الجديد. يجب العمل بكل جد واجتهاد لإعادة الاعتبار لهذا النوع الثمين وفتح مجالات جديدة لاستخدامه المنشود والمأمول مستقبلاً!