التعليم: تخصيص أم تنمية شاملة?

التعليقات · 0 مشاهدات

**النقاش الدائر**: يطرح عبد القدوس البوزيدي، صاحب موضوع النقاش، رؤية نقدية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. وفقًا له، بينما يتم الحديث كثيرًا

يطرح عبد القدوس البوزيدي، صاحب موضوع النقاش، رؤية نقدية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. وفقًا له، بينما يتم الحديث كثيرًا عن "تخصيص" التعليم باستخدام بيانات دقيقة، هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في الغرض الأساسي للتعليم نفسه. يقول بوضوح: هل نسعى جاهدين لصناعة طلاب يجيدون الامتحانات فقط، أم نريد تنشئة أبناء بشريين متكاملي المهارات والإبداعات والمشاركين فعليًا داخل مجتمعاتهم؟

يجيب العديد من المشاركين في هذه المناظرة بإيجابية على هذا التساؤل. حاتم البوعناني، مثلاً، يشير إلى أنه بينما تعتبر كفاءة النظام التعليمي أمرًا جيدًا، فإن التركيز المطلق عليه دون الأخذ بعين الاعتبار جوانب أخرى كالروحانية والإبداع والجوانب الاجتماعية قد يؤدي إلى تقليل دور التربية الحقيقية للفرد.

توافق ريم العماري وآراء حاتم حيث تؤكد على ضرورة عدم اعتبار الطالب مجرد "رقم"، بل كيانا يعيش تجربة تعليم فريدة تتضمن بناء شخصيته، تنمية ذوقه الجمالي، وتعزيز قيمه الأخلاقية بصورة متوازنة مع المكاسب المعرفية الأكاديمية.

من جانب آخر، تقدم سندس بن القاضي منظور عميق لهذه المسألة. تقول إنه حتى لو كانت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قادرة على تقديم حلول مرنة ومتكيّفة لكل طالب حسب احتياجاته الفردية، لكن الاستخدام غير المدروس لها قد يجعل التعليم يفقد طابعه الإنساني الخاص به والذي يقوم أساسا بتوجيه الطاقة الابداعيّة والحافز الشخصي لكل طالب.

وفي نهاية الأمر، يرسم عبد العظيم بن علية صورة واضحة لما يجب أن يحقق النظام التعليمي المتكامل. فهو يشدد على أن التعليم الناجح يجب أن يكسب الطلبة القدرة على التعامل مع المشكلات بشكل جديد واستراتيجيين وأن يستطيع هؤلاء الأفراد بعد ذلك تطبيق مهاراتهم الجديدة بحكمة وقدرة عالية للاستقلال الذاتي. وبالتالي، فالتركيز هنا يسند لبناء شخصية الفرد وليس جمع معلومات فقط بغرض الحصول علي درجات امتحان معينة.

هذا الجدال المتعمق يشير بقوة إلي قضية جوهرية وهي تحديد الأهداف الرئيسية لنظام Education System وهل هنالك توازن موجود حالياً فيما بين الرغبة في تحقيق الضمان الأكاديمي والقيمة الخاصة بالإنسان ككيان شامل المستويات .

التعليقات