- صاحب المنشور: هديل البوخاري
ملخص النقاش:
تُحدث ثورة الذكاء الاصطناعي تغييرات جذرية في كافة مجالات الحياة، ومنها التعليم. يتيح استخدام التكنولوجيا المتقدمة أدوات تعليمية جديدة ومبتكرة تهدف إلى تحسين تجربة التعلم لجميع الأطراف المعنية - الطلاب والمعلمين والإداريين على حد سواء. تتضمن هذه الأدوات روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي توفر مساعدة شخصية للطلاب خارج ساعات العمل التقليدية، والمنصات الرقمية التي تمكن المتعلمين من الوصول إلى الموارد العالمية بحرية أكبر، وأنظمة إدارة التعلم التي تساعد المؤسسات الأكاديمية على تبسيط العمليات وتوفير بيانات قيمة لاتخاذ القرار.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب بشكل دقيق بناءً على فهم عميق لسجلاته الدراسية والسلوك أثناء الاختبارات، مما يؤدي إلى تصميم خطط تدريس مصممة خصيصًا لكل فرد. كما يستطيع الذكاء الاصطناعي المساعدة في تشخيص الاضطرابات العقلية عند الأطفال والمراهقين واكتشاف علامات الاكتئاب أو اضطراب نقص الانتباه في وقت مبكر جدًا قبل تفاقمهما.
رغم الفوائد المحتملة العديدة لهذه التحولات الرقمية نحو بيئة تعلم أكثر فعالية وكفاءة، إلا أنه ينبغي أخذ بعض المخاطر بعين الاعتبار أيضًا. قد يشعر البعض بأن الاعتماد الزائد على الحسابات الإلكترونية سيؤثر سلباً على المهارات الاجتماعية والشخصية للإنسان مع مرور الوقت إذا لم يتم تحقيق توازن صحي بين العالم الرقمي والعالم الواقعي. علاوة على ذلك، فإن قضية تكافؤ الفرص هي مصدر قلق آخر؛ حيث قد تستبعد فئات سكانية كاملة القدرة على المنافسة بسبب عدم وجود البنية الأساسية اللازمة لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بكفاءة عالية. وبالتالي، هناك حاجة ملحة لمناقشات مستفيضة حول كيفية ضمان وصول جميع أفراد المجتمع إلى فرص التدريب والتدريب ذات الصلة بأتمتة التوظيف والحاجة الملحة لإعادة تأهيل القوى العاملة الحاليّة لتناسب متطلبات عصر الروبوتات والأتمتة بدرجة أكبر.
وفي حين يبدو واضحا أن ذكاء الآلات لن يحل محل دور البشر كمعلمين تمامًا، لكنه بالتأكيد سيتسبب بتغيير جذري لكيفية تقديم الخدمات التعليمية وإجراء عمليات التدريس نفسها. لذلك، يعدّ الانخراط المتواصل للفاحصين التربويين وقادة القطاع التعليمي ضروري للغاية لفهم أفضل للتأثيرات الناجمة عن تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي واستغلال الفرصة لتحويل نظام التعليم القديم ليصبح عصريًا ومتكاملًا حقيا مع المستقبل الذي يلوح حالياً أمام أعين الجميع. إن الاستعداد الجماعي لمواجهة تحديات وفوائد الثورة الصناعية الجديدة أمر حاسم بالنسبة للمجتمع العالمي برمته نظرًا لحساسيتها بالنسبة للأجيال اللاحقة والتي ستعتمد اعتمادا أساسيا عليها فيما لو كانت قادرة بالفعل على مواجهتها بشجاعة واحتضان طرائق عمل وحديثة مبتكرة تناسب احتياجات القرن الواحد والعشرين بكل نماذجه المتعددة الثقافات والفلسفات المختلفة للحياة الإنسانية بشكل عام وعلاقتها الخاصة بمفهوم "التعلم".