- صاحب المنشور: صفاء الصيادي
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد العالم على التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، التعلم الآلي، الروبوتات وغيرها من التقنيات الحديثة، أصبح هناك نقاش مستمر حول مدى تأثير هذه التحولات على سوق العمل. يشكل هذا التحول الثوري المعروف باسم "الثورة الصناعية الرابعة" تحدياً كبيراً للمجتمعات العالمية حيث يتوقع الخبراء فقدان بعض الوظائف التقليدية مع ظهور فرص عمل جديدة تماماً.
فهم طبيعة التغير
إن الطبيعة الدرامية للتغيير الذي تجلبه الثورة الصناعية الرابعة تحتاج لفهم عميق. فبينما قد تتسبب في خسارة وظائف محددة بسبب الأتمتة أو الاستبدال بتقنيات أكثر كفاءة، فإنها ستنشأ أيضا مجالات مهنية جديدة لم تكن موجودة سابقًا. إن دمج التكنولوجيا ليس عملية بسيطة؛ فهو يتطلب إعادة تدريب العمالة الحالية واستعدادا لاستيعاب المهارات الجديدة التي تستوجبها متطلبات السوق الناشئة.
التأثير المحتمل على مختلف القطاعات
- الصناعة: ستكون قطاعات مثل التصنيع والمعدات الثقيلة الأكثر تأثرا بالأتمتة. العديد من الوظائف اليدوية يمكن الآن القيام بها بواسطة الروبوتات مما يقلل من حاجة الشركات إلى القوى العاملة البشرية بنفس القدر السابق. لكن، في المقابل، سيكون هناك طلب أكبر على العمال الذين يعملون جنبا إلى جنب مع هذه التقنيات لإصلاح وصيانة المعدات عالية التقنية.
- الرعاية الصحية: رغم أنها تعتبر واحدة من أقل القطاعات عرضة لخطر الأتمتة، إلا أنه حتى هنا سوف تختفي بعض الأدوار الإدارية والإجرائية لصالح البرمجيات والأجهزة الرقمية. وبالتالي، سنحتاج المزيد من المحترفين في مجال الصحة المعلوماتية وهندسة الأجهزة الطبية.
- البنوك والتأمين: الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وأنظمة إدارة المطالبات الآلية هي أمثلة واضحة لكيفية تعزيز التكنولوجيا لهذا المجال. وهذا يعني انه ربما يتم تقليل عدد موظفي البنك الذين يقومون بمهام روتينية يدويا بينما يستهدف الفضاء الجديد المهارات ذات المستوى الأعلى كالذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات الضخمة.
- التعليم: التعليم باعتباره واحدا من اهم المناطق الواعدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على معلمي الرياضيات وعلماء الكمبيوتر والمعلمين المؤهلين للاستفادة من أدوات التعلم الإلكتروني المتقدمة.
الفرص الجديدة أمام الاقتصاد العالمي
على الرغم من المخاطر المرتبطة بالتحولات الجذرية، فإن الثورة الصناعية الرابعة تحمل أيضًا مجموعة كبيرة من الفرص للاقتصاد العالمي:
- تطوير منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع الحديث.
- تشكيل بيئة أعمال ديناميكية ومبتكرة تساهم بشكل فعال في المنافسة الدولية.
- خلق فرص اقتصادية غير مسبوقة خاصة للشباب ذوي المهارات العليا والقادرين على مواكبة التغيرات سريعة الخطى ومتابعة طرق التدريب المختلفة لتحقيق الكفاءة في استخدام التكنولوجيا الحديثة .
وفي نهاية الأمر، يبدو واضحا أن ثورة اليوم ليست مجرد تغيير جذري في طريقة إنتاج السلع والخدمات ولكنها أيضاً تغيّر الجوانب الاجتماعية واقتصاديًا للعمل نفسه ولنموذج الحياة بأكمله. إن استعداد الدول والحكومات والشركات للأخذ بعين الاعتبار لهذه الحقائق واتخاذ خطوات فعالة نحو تبني سياسات داعمة للإنتاجية والاستدامة سيضمن بقائها قادرة باستمرار على تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين نوعية حياة المواطنين داخل مجتمعاتها المحلية والعالمية كذلك.