• صاحب المنشور: لطفي الدين الشرقاوي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطوراً هائلاً في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. هذه التقنيات، التي تعتمد على البيانات الكبيرة والخوارزميات المتقدمة، تتيح للأجهزة فهم وتوقع واستجابة للبيانات بطرق لم تكن ممكنة سابقاً. يقع الشرق الأوسط حالياً عند مفترق طرق حيث يمكن لهذه التكنولوجيات أن تحدث تحولات جذرية في العديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية، التعليم، المالية وغيرها.

الفرص

1. تحسين كفاءة الأعمال: يمكن للتعلم الآلي تعزيز الكفاءة التشغيلية للشركات عبر الاستخدام الفعال للموارد وتحليل البيانات الضخمة لتحديد الاتجاهات والاستراتيجيات الجديدة. هذا ينطبق بشكل خاص على الصناعات الناشئة داخل المنطقة كالتمويل الإسلامي وتجارة التجزئة الإلكترونية.

1. تطبيقات الصحة العامة: مع وجود تحديات صحية كبيرة تواجه دول الشرق الأوسط بسبب الأمراض المزمنة والعادات الغذائية غير الصحية، فإن استخدام التعلم الآلي لتحليل البيانات الطبية وإدارة الحالات الصحية الشخصية قد يسهم بشكل كبير في تقديم رعاية طبية أكثر شخصية وكفاءة.

1. الابتكار في التعليم: بإمكان أدوات التعلم الآلي تمكين التعلم الشخصي والموائم لاحتياجات كل طالب، مما يعزز من تجربة التعلم ويحسن نتائج الطلاب. كما أنها تساعد المعلمين بتوفير الوقت اللازم لإجراء بحوث عميقة حول كيفية تحسين منهجيتهم التدريسية.

1. الاستدامة البيئية: هناك فرص كبيرة لاستخدام تقنيات التعلم الآلي للمراقبة المستمرة والحفاظ على موارد الطاقة والماء وكذلك مراقبة مستويات الانبعاثات الغازية ومعدلات الاحتباس الحراري ضمن منطقة الشرق الأوسط ذات المناخ القاسي.

التحديات

على الرغم من هذه الفرص الواضحة، إلا أنه يوجد بعض العوائق التي تحتاج إلى معالجة قبل تحقيق كامل الإمكانات لهذا المجال:

1. النقص في المهارات: هنالك نقص ملحوظ في الخبراء ذوي المؤهلات العلمية العالية في مجالي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي داخل منطقة الشرق الأوسط مقارنة ببقية أنحاء العالم. وهذا يتطلب زيادة التركيز في البرامج الأكاديمية وفي دعم البحث العلمي.

1. قضايا الخصوصية والأمان: تشكل خصوصية بيانات الأفراد أحد أهم المخاوف لدى الجمهور العام وأصحاب القرار السياسي أيضا عندما يتعلق الأمر باستخدام الذكاء الاصطناعي. وينبغي وضع قوانين ورقابة مناسبة لحماية بيانات المستخدم وضمان عدم سوء استخدامها أو اختلاس السرقة منها.

1. تأثير الوظائف: بينما يعمل التعلم الآلي على توليد وظائف جديدة تمامًا في قطاع التكنولوجيا، فإنه يشكل أيضاً تهديداً لأفراد محددين الذين قد يتم استبدال ادوارهم بروبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي. إن توفر تدريب مناسب وشغل أعمال أخرى مكملة لبقاء هؤلاء الأشخاص عامل حاسم للحلول المجتمعية الشاملة هنا كذلك.

1. التفاعل الثقافي والديني: أخيرا وليس آخرا، يجب مراعاة العوامل الاجتماعية والثقافية والدينية أثناء تطبيق تلك التقنيات الجديدة؛ إذ تتطلب ثقافة مجتمعاتها احترام قيم ومبادىء دينه الأساسية خاصة فيما يتصل بقواعد الخصوصية والشريعة الإسلامية الواضحة بشأن عرض المعلومات الخاصة للإنسان وعدم تسريبها خارج نطاق ملكيته لها شرعا وقانونا أيضًا حسب الأعراف القانونية المحلية للدولة نفسها وربما حتى الدولية وفق اتفاقيات حقوق الإنسان المعتمدة عالميًا والتي تغطي جميع البلدان بلا استثناء باستثناء عدد محدود جدًا معروف عنها انتهاكات حقوق المواطنين لديها تاريخيا وعادة ماتكون تحت ظروف الحرب والصراع الداخلى وما شابه ذلك مما يؤدي غالبًا لنشوء حالة عدم الاستقرار السياسي ثم اتخاذ إجراءات قهرية مؤقتة تضيق بالحريات الأساسية وانتشار الظواهر الأمنية والجرائم المختلفة نتيجة لذلك وقد تشمل التجسس الحكومي المكثف لمعرفة أماكن وجود المنظمات الجهادية وتعقب نشاطاته المتصلة بالإرهاب...الخ وهكذا دواليك!