• صاحب المنشور: السوسي الزاكي
  
  ملخص النقاش:
  يتناول هذا الحوار قضية حساسة تتعلق بتحول النظام التعليمي نحو الاعتماد الكبير على تقنية الذكاء الاصطناعي. تبدأ المناقشة بمقالة للمؤلف "السوسي الزاكي" يحذر فيها من احتمال أن تؤدي تركيز جامد للغاية على الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم إلى إنتاج الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء ولكنهم يفتقرون إلى الانسجام الداخلي والإحساس بالأخلاقيات الإسلامية والدينية. وينقل المؤلف مخاوفه بشأن تجاهل القيم الإنسانية والتجارب المجتمعية لصالح استخدام الكمبيوتر وأجهزة الكمبيوتر بشكل زائد.

يستعرض المستجيب الأول "توفيقة الزرهوني"، رؤية متوافقة حيث يشير إلى الدور الهام الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في توسيع نطاق التعليم عبر وسائل تعليمية أكثر تفاعلية وفعالية. ويضيف ضرورة تسليط الضوء كذلك على قيمة التواصل البشري والتفاعلات الاجتماعية لبناء مهارات شخصية وعاطفية لا يمكن تحقيقها داخل البيئات الإلكترونية لوحدها.

يجادل كل من "فخر الدين الحدادي" لاحقا في ذات الاتجاه، مؤكدا أنalthough الذكاء الاصطناعي يوفر طرق جديدة مثيرة لإمتصاص المعلومة، إلا انه محدود القدرة على فهم خصوصيات الطالب الفردية ورعاية احتياجاته النفسية والعاطفية. وهكذا، حتى وإن كانت ماهيتها مختلفة نوعًا ما، فهي تكشف جميعها عن دافع مشترك وهو الإقرار بأهمية وجود الجانب البشري ضمن أي نموذج تعليم حديث لتحقيق نتائج تربوية كاملة الأوصاف.

وفي الخطوط الأخيرة، يأتي المساهمة النهائية لعبد الرزاق بن عاشور، والذي بينما يعترف بقابلية تقنيات مثل تلك الخاصة بالذكاء الاصطناعي للارتقاء بالقدرة الإدراكية عند الطلاب، يقترح أن سبيل الحل الأمثل يكمن في الجمع المتناسق بين منهجي التعليم الحديث والكلاسيكي مما يخلق مجتمع معرفي واسع وغني بالمعلومات.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الحجج المطروحة ضمن الجدلية تستند بشكل ملحوظ للقيم الإنسانية والثوابت الثقافية والتاريخية المرتبطة بعالمنا الإسلامي والمعروفة بحتميتها في ترسيخ الشعور بالإنتماء وتحسين مستوى التأصل الاجتماعي للعاملين بها وذلك عبر خلق روابط اجتماعية وعلاقات شخصيات تبقى محفورة مدى العمر الواهن .