- صاحب المنشور: شاهر البارودي
ملخص النقاش:
يتناول النقاش المُثار قضية مُلحّة تتعلق بتوقعات وتحيزات اجتماعية وثقافية كبيرة تؤثر على توازن بين أدوار العمل والحياة الشخصية. وفي قلب هذه المناقشة، يوجد تساؤل مركز وهو: لِمَ تُطلب من النساء دومًا التضحيات عند موازنة مهاراتهن المهنية ورغباتهن الأسرية؟ هل يُعتبر الأمومة والنجاح المهني مجالان منفصلان يستحيل الجمعهما تحت سقف واحد؟
يشدد معظم المشاركين في النقاش على أهمية إنشاء بيئة عمل تدعم جميع الأعضاء بغض النظر عن جنسهم أو دورهم داخل الأسرة. ويُشير أحد المشاركين، المصطفى بن فضيل، بصواب إلى أن تلبية المتطلبات المالية للأطفال ليست مسؤولية الأم وحدها؛ بل هي واجب مشترك بين الآباء والأمهات. وبذلك يدحض فكرة وجود منافسة ذات اتجاه واحد بين الأدوار العائلية والوظيفية.
كما اقترحت إخلاص بن زكري خطوط عمل عملية تتمثل في سن سياسات مؤسسية تقدم مزايا مرنة مثل ساعات عمل قابلة للتعديل، وإمكانية الوصول لبرامج الرعاية الخاصة بالأطفال. ومن خلال توفير مثل تلك الخدمات، سيتم تقريب الفجوة بين حقوق واحتياجات العمال ذكوراً كانوا أم إناثاً.
وتطالب فاطمة بن جابر بمزيدٍ من التركيز على تثقيف وتمكين الشباب الشباب لتقبل مفهوم مشاركة المسؤوليات المنزيلة. فهي ترى أن تعديل العقليات القديمة سيكون عاملاً رئيسياً في تحقيق الانسجام المطلوب ضمن هيكل حياة يعمل بكفاءة عالية.
ومن جانبه، يشدد حسيبة بن عمار على الحاجة الملحة لإحداث تحولات ثقافية عميقة حتى تستطيع المجتمعات تأييد وتعزيز حقوق وكرامات كل الأشخاص بلا استثناء. إنه يدعو المجتمع بأكمله للتحمل المشترك لمسؤوليات المنزل والعائلة للحفاظ على قدرتهم الطبيعية على التعلم والنمو الشخصي والإنتاج الوظيفي.
وفي آخر مداخلاته، يقترح جواد الدين البركاني استخدام نهج شامل يقوم على أساس تبادل الأدوار بين الزوجين بناءً على الاحتياجات الإنسانية الخفية لدى الجانبين. فهو يدعو لعصر جديد يفهم فيه الأبوة بشكل كامل كمصدر إلهام قوي للسعي خلف طموحات شخصية وعائلية مشتركة ومترابطة.
إن مفتاح تحقيق التوازن المثالي يكمن في اعتناق رؤية جديدة لما يعنيه نجاح الإنسان المعاصر - حيث تعمل البشرية جمعاء كمجموعة موحدة تجمع بين دروب الحياة المتنوعة دون انقطاع أو اضطهاد لأي طرف على حساب الطرف المقابل له. إنها رحلة طويلة لكنها مستحقة لمصلحتنا جميعاً!