- صاحب المنشور: عبلة الغزواني
ملخص النقاش:لقد خلقت الصراعات والحروب عبر التاريخ ظروفًا غير مسبوقة تتعلق بالاستخدام المفرط للموارد الطبيعية والتلوث البيئي. وفي هذا السياق، فإن الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ عام 2011 تقدم نموذجا دراميا لكيفية تأثير هذه الاضطرابات على البيئة. حيث أدت الأعمال العسكرية إلى تدمير واسع النطاق لمواقع التراث الثقافي، وتشويه المناظر الطبيعية الخلابة التي كانت جزءا أساسيا من الهوية الوطنية لسوريا. بالإضافة إلى ذلك، فقد زادت معدلات قطع الأشجار واستغلال المحاصيل الزراعية بشكل عشوائي ومفرط بسبب اللجوء للأدوات البدائية للحياة اليومية تحت الضغط الشديد الذي فرضته الظروف المعيشية الصعبة.
وفي حين يمكن اعتبار بعض الجوانب الاقتصادية لهذه المشكلة، إلا أنها لها آثار بيئية عميقة أيضا. فالتلوث الناجم عن استخدام الذخائر والأجهزة المتفجرة يضر بجودة المياه والتربة ويؤدي إلى انتشار الأمراض الخطرة مثل الكوليرا وغيرها. كما يشكل وجود المخلفات الصناعية والعسكرية مشكلة مستمرة بعد انتهاء القتال مباشرة. وهذا ليس فقط يعرض الصحة العامة للخطر ولكنه أيضا يحول دون عملية إعادة الإعمار والإصلاح طويلة الأمد.
من الواضح أنه بينما يستمر العالم في التعامل مع تحديات السلام والاستقرار السياسي، لا ينبغي لنا أن نتجاهل الآثار الجانبية المدمرة التي تخلفها الحروب على كوكب الأرض نفسه. إن فهم التأثيرات البيئية للنضالات الإنسانية -كما هو واضح في الحالة السورية- يساعدنا على تطوير سياسات أكثر استدامة وتعاطفا عندما يتعلق الأمر بتقديم المساعدة للدول المتأثرة بالحرب وضمان حماية حقوق الإنسان والبيئة بالتوازي.