- صاحب المنشور: عبد النور بن داوود
ملخص النقاش:
## تأثير الاستعمار على الهوية الوطنية: دراسة حالة المغرب
تُعدّ مسألة الهوية القومية قضية معقدة ومتشابكة خاصة عندما نتحدث عن البلدان التي شهدت فترات استعمارية طويلة. وفي هذا السياق، يأتي موضوع "تأثير الاستعمار على الهوية الوطنية" إلى الواجهة، حيث يُدرس كيف أثرت الفترات الاستعمارية المختلفة على تشكيل وتطور الشعور بالانتماء الوطني لدى شعوب تلك البلاد. سنتناول هنا دليلاً عملياً لهذا التأثير عبر حالة المغرب كتطبيق لاستكشاف هذه الظاهرة المدروسة.
الخلفية التاريخية للمغرب تحت الحكم الفرنسي والإسباني
يمثل تاريخ المغرب قبل وبعد الاحتلال الأوروبي فترة حاسمة لفهم تفاعل الهويات المحلية والقوى الخارجية. منذ القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية تقريباً، واجه المغرب غزوًا متعدد الأعراق جلب العديد من الثقافات واللغات والممارسات الاجتماعية الجديدة. كان لكلٍّ من فرنسا وإسبانيا نهجه الخاص فيما يتعلق بتحديد هويتهم داخل الأراضي المغربية.
مرحلة التغريب: تبني ثقافة المستعمرين
خلال الفترة الأولى للاحتلال، تحول تركيز السلطات الاستعمارية نحو عملية "التغريب". وقد شمل ذلك فرض اللغة الفرنسية كلغة رسمية وإدخال نظام تعليم يعتمد أساسًا على المدارس الابتدائية والثانوية الفرنسية. وانعكس هذا التحول أيضًا في المجال الديني؛ فقد تم محاولة تغيير دين السكان الأصليين ومحو الكثير مما اعتبروه تراثًا مغربيًا أصيلًا لصالح نموذج أكثر ليبرالية وأقل انتماء للأصول الإسلامية التقليدية.
بالإضافة لذلك، عمل المحتلون على خلق طبقة برجوازية جديدة ذات هويات فرنسية أو إسبانية وذلك من خلال التربية والتجنيس القسري لمجموعة صغيرة من المغاربة الذين اختاروها لتكون نواة لحكومة موالية لها. وقد أدى ذلك بدوره إلى ضعف الانتماء الروحي والعاطفي للهوية الوطنية الأصلية للشعب المغربي الذي أصبح يشعر بأنه مفصول عنها تماما بسبب تغيره جذريا للغته وثقافته وطريقته الحياتيه الأساسية بعد دخوله ضمن دائرة النفوذ الغربى .
رد الفعل المضاد والحفاظ على الإرث المغربي
مع مرور الوقت، بدأ ظهور مقاومة سياسية واقتصادية وثقافية قوية ضد سياسات التعريب والقضاء التدريجي للعنصر العربي الإسلامي المتغلغل بشدة وسط المجتمع الزنجي العريق ذو الجذور المتينة حتى بالنسبة لعباراته اليومية الاعتيادية كالطبخ والألعاب الشعبية وغيرها كثير! وكان هناك نشطاء بارزون مثل محمد بن عبد الكريم الخطابي -زعيم ثورة الريف- بالإضافة لعدد كبير ممن سعوا لإيقاف زحف الأفكار الأجنبيه وبالتالي إعادة تأكيد مكامن القوة الداخلية للتراث المحلى كمصادر رئيسيه للإبداع والفخار الذاتي علاوة عما ذكر أعلاه بشأن دعم الحكومه المركزيه الثوارآنذاك والتي كانت تسعى بقوة لتحقيق استقلال المملكة واسترجاع كامل حقوق المواطن المغربي الكاملة والدائمة داخله خارجيا كذلك دفاعا عن شعائر الدين الرسمي للدولة ورسم حدود واضحه بين مقومات المجتمع العربي المسلم وما يناهض توجهات الحكومة المستشرقه الراغبة بإحداث شرخ واسع يهدر طاقة شعب وجدت نفسها فجأة مهددة بالاختفاء إن لم تتخذ تدابير جريئة للسعي مجدا نحو ضمان عدم تفريطها بجواباتها .
وفي النهاية، فإن فهم كيفية مواجهة تحديات الهوية أثناء الاحتلال أمر حيوي لفهم كيفية تكوين وصمود الهويات الوطنية المعاصرة حول العالم. ومن الضروري الاعتراف بأن العمليات المعقدة المرتبطة بتشكيل الهوية يمكن أن تكون نتيجة لشبكات متنوعة جدًا ولنفس السبب أيضا قد نرى بعض الدول تمر بمراحل مشابه لهذه الحالة حاليًا بينما أخرى تستعيد جزء منها ليناسب الواقع الجديد المحيط بها والذي ربما يعيش فيه نفس القصص القديمة ولكن بطرق