- صاحب المنشور: فلة الحساني
ملخص النقاش:لقد أحدثت جائحة كوفيد-19 تغييرات جذرية ليس فقط في الصحة العامة ولكن أيضاً في مختلف القطاعات الاقتصادية حول العالم. واحدة من أكثر هذه القطاعات تأثراً كانت قطاع السياحة العالمي الذي يعتبر أحد أكبر المساهمين في النمو الاقتصادي العالمي. فقد أدى الإغلاق العالمي والقيود المفروضة على السفر إلى توقف كبير في الرحلات الجوية الدولية والسياحية المحلية، مما أدى إلى خسائر فادحة للمؤسسات المتعلقة بالفنادق والمطاعم وشركات الطيران وغيرها من الخدمات المرتبطة بالسياحة.
وفقاً لتقديرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فقد انخفض عدد السياح الدوليين بنسبة 73% خلال العام 2020 مقارنة بعام 2019. وهذا الانخفاض الكبير يعني تنازل حوالي 1.3 مليار شخص عن خططه للسفر الدولي بسبب الوباء. هذا الوضع أدى إلى خسارة حادة في الدخل بالنسبة للدول ذات الاعتماد العالي على عائدات السياحة مثل دول البحر الكاريبي وأوروبا الشرقية وآسيا الجنوبية الغربية.
إضافة لذلك، فإن التأثيرات طويلة الأمد لهذا الانهيار قد تكون شديدة. الشركات الصغيرة التي تعتمد بشكل رئيسي على إيراداتها اليومية قد تعرضت لخطر الإفلاس، بينما اضطرت الشركات الأكبر لإعادة النظر في استراتيجيتها التجارية وتخفيض العمالة. كما أثرت الجائحة أيضا على الاستثمار المستقبلي في صناعة السياحة. حيث توقفت العديد من المشاريع الجديدة أو تم تأجيلها بسبب عدم اليقين بشأن تعافي السوق.
على الرغم من الظروف الصعبة الحالية، إلا أنه يوجد بعض الأمل. مع ظهور اللقاحات واتخاذ الحكومات إجراءات إعادة فتح الحدود تدريجياً، هناك علامات على التعافي البطيء للقطاع السياحي. لكن الطريق نحو التعافي سيكون طويلاً ومليئًا بالتحديات بما ذلك تطوير بروتوكولات صحية جديدة وضمان الثقة بين المسافرين والشركات السياحية.
وفيما يتعلق بالأثر البيئي للجائحة، شهدنا تحسين مؤقت في نوعية الهواء نتيجة للتراجع المؤقت لأنشطة النقل الجوية والبحرية وكذلك التنقل الأرضي. ومع ذلك، يظل التركيز مستمراً على كيفية تحقيق نمو مستدام للسياحة بعد انتهاء الجائحة.