في رحلة الأمومة، يمكن أن تواجه النساء مجموعة متنوعة من التغييرات الجسدية والنفسية. أحد هذه التغييرات الشائعة ولكنها مثيرة للقلق قد تكون زيادة تساقط الشعر بعد الولادة، والمعروف أيضًا باسم "تساقط الشعر النفسي". هذا النوع من التساقط ليس حالة مرضية ولكنه نتيجة مباشرة للتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل وبعد الولادة.

خلال فترة الحمل، يشهد جسم المرأة ارتفاعاً كبيراً في مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون. تعمل هذه الهرمونات معًا لتثبيت بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى نمو شعر أكثر كثافة وأطول مقارنة بالأوقات العادية. ومع ذلك، بمجرد ولادة الطفل، تبدأ مستويات هذه الهرمونات في الانخفاض بشكل حاد، وهو ما يعرف بنقطة التوقف الهورمونية. هذا الانخفاض المفاجئ يمكن أن يسبب مرحلة جديدة من دورة حياة الشعر تسمى "مرحلة التفلح"، والتي تؤدي بدورها إلى تساقط كميات زائدة من الشعر خلال الأشهر الستة التالية للولادة.

على الرغم من كون الأمر طبيعي ومؤقت لمعظم النساء، إلا أنه قد يكون مخيفاً ومحزناً. لحسن الحظ، هناك عدة خطوات يمكنك اتخاذها لرعاية شعرك والحفاظ عليه أثناء هذه الفترة الانتقالية الصعبة:

1. الاعتدال: تجنبي الإجهاد الزائد على شعرك بالتصفيف القاسي، مثل استخدام أدوات التجفيف الحراري أو ربط الشعر بإحكام شديد.

1. الغذاء المتوازن: تأكدي من تناول نظام غذائي غني بالبروتينات والأحماض الدهنية الأساسية وفيتامين A وC وD لتحسين صحة شعرك وبشرتك.

1. العناية اليومية: استخدمي منتجات العناية بشعر خالية من المواد الكيميائية القاسية واستخدمي بلسم عميق مرتين أسبوعياً للحفاظ على الرطوبة الطبيعية لشعرك.

1. تجنب الملابس الضيقة: ارتداء ملابس ضيقة جداً حول منطقة الرأس يمكن أن يضع ضغطاً غير ضروري على فروة رأسك ويؤدي إلى تساقط المزيد من الشعر.

1. استشارة الطبيب: إذا كانت لديك مخاوف بشأن تساقط شعرك، فمن الأفضل دائماً التواصل مع أخصائي الرعاية الصحية لاستبعاد حالات أخرى محتملة تتطلب علاجاً خاصاً.

بشكل عام، تذكر أن تساقط الشعر بعد الولادة أمر شائع ويمكن التحكم فيه بالعناية الجيدة بالنظام الغذائي والصبر والرعاية المنتظمة لشعرك وفروة رأسك.