• صاحب المنشور: برهان الريفي
  
  ملخص النقاش:
  التطور الهائل الذي شهدته وسائل الاتصال والتكنولوجيا خلال العقود الأخيرة غير وجه العالم بطرق لم يكن أحد يتخيلها سابقاً. ومن بين هذه الأدوات المتغيرة للمجتمع الحديث، يبرز موقع تويتر كأحد المنصات الأكثر تأثيراً وتفاعلاً. يعكس هذا المقال تأثير هذه المنصة الاجتماعية على تواصل الأفراد والشعوب حول العالم.

التأسيس والانتشار العالمي

تويتر، التي أُسست عام 2006 بواسطة جاك دورسي وإيفان ويليامز وبلايز روك وجوشوا نوتشن، هي شبكة اجتماعية تسمح للمستخدمين بنشر تحديثات قصيرة تُسمى "ال تغريدات" والتي يمكن لأي شخص متابعتها أو الرد عليها أو إعادة نشرها. منذ انطلاقتها، حققت تويتر انتشاراً عالمياً واسعاً، حيث أصبح لها أكثر من 330 مليون مستخدم نشط شهريًا اعتبارًا من عام 2021 وفقاً لبيانات شركة Statista.

التأثير على التواصل الشخصي والعائلي

على المستوى الشخصي والعائلي، قدم تويتر طريقة جديدة للتواصل الفوري مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن المسافة الجغرافية. يمكن للأفراد مشاركة الأخبار اليومية، الصور، ومقاطع الفيديو مباشرةً، مما يخلق شعوراً بالتقارب حتى وإن كانوا بعيدين جغرافياً. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم العديد من الأشخاص تويتر كموقع رسمي لتقديم الدعم والمشورة للآخرين بشأن مواضيع مختلفة مثل الصحة النفسية والدعم العاطفي.

التأثير السياسي والعامة

لم تعد تويتر مجرد منتدى للحياة الشخصية فحسب؛ بل أيضاً أدت دوراً هاماً في الشؤون العامة وفي الانتخابات السياسية. أثناء الحملات الانتخابية، تتبع السياسيون حساباتهم الرسمية على تويتر لنشر رسائل الحملة والترويج لأنفسهم للمواطنين المحتملين. كما يتم استخدام المنصة أيضًا لنقل أخبار الحدث الجارية والحصول على آراء الجمهور بشكل مباشر عبر الهاشتاغات (#) التي تحظى بشعبية كبيرة خلال تلك الأحداث. وقد ظهرت بعض القضايا المثيرة للجدل بسبب سوء فهم محتوى الرسائل أو الكلمات المستخدمة على تويتر، مما يشكل تحدياً جديداً للدبلوماسية الرقمية وعلاقات الدول الدولية.

الحرية الإعلامية والمراقبة الحكومية

من الجانب الآخر، أثارت سياسة الشركة الخاصة بحذف المحتوى المشكوك فيه جدلاً واسعاً حول حرية التعبير والإعلام. بينما تؤكد تويتر أنها تعمل بناءً على سياساتها الداخلية ولوائح البلدان المختلفة فيما يتعلق بالمحتوى المحظور، فقد تعرضت الانتقادات بأن هذه القرارات قد تكون ذات دوافع سياسية وليست محايدة تماماً. علاوة على ذلك، هناك مخاوف مستمرة حول كيفية جمع البيانات واستخدامها داخل النظام الأساسي وما إذا كانت تخضع لمراجعة فعالة لحماية الخصوصية والأمان الإلكتروني.

الاستدامة الاقتصادية ومشاركة المعلنين

لتغطية تكاليف التشغيل والاستثمار في البحث والتطوير والبنية التحتية، تعتمد شركات الوسائط الاجتماعية -مثل تويتر -بشدة على الإعلانات المدفوعة كجزء أساسي من نموذج أعمالها التجاري. وهذا يعني أنه غالبًا ما يُطلب من المستخدم النهائي تقديم بيانات شخصية مقابل الوصول المجاني لهذه الخدمة الرقمية. رغم فوائد زيادة فرص الربحية للشركة والفنانين وغيرهم الذين يستغلون الشبكات الاجتماعية لإنتاج مداخيل مادية لهم وللوالدات التجارية الصغيرة، إلا أن الأمر يتطلب قدر أكبر من الشفافية والجهد لضمان عدم استغلال خصوصية الناس بأشكال ملتوية لاستهداف حملات دعائية مضللة.

الخاتمة: توازن المسؤوليات المجتمعية والتجارية

إن ظهور منصات التواصل الاجتماعي الجديدة يجسد حقيقة عصرنا الحالي وهي القدرة التي تتمتع بها تقنيات المعلومات والاتصالات بتغيير ديناميكيات العلاقات الإنسانية وتعديل مفاهيم المعرفة والثقافات العالمية بمستويات لم تكن مرئية قبل الثورة الرقمية. إن موضوع تنظيم واستخدام الإنترنت ليس قضية قانونيه بسيطة ولكن تشريع دولي يلزم بفهمه جميع القطاعات الحكومية والصناعات الخاصة وأصحاب المصالح العامة للاستمرار في تحقيق هدف مشترك وهو بناء بيئة رقمية