يتمتع نمو الشعر المزروع بسلسلة معقدة وجميلة تتبع مراحل متعددة تشبه دورة حياة النبات الطبيعية. تبدأ الرحلة ببذر بصيلات الشعر الصغيرة داخل فروة الرأس، لتخضع لاحقاً لعملية متزايدة التعقيد حتى الوصول إلى مرحلتها النهائية كشعر مكتمل الصفات. دعونا نقوم باستكشاف هذه العملية الرائعة بالتفصيل.
- مرحلة ما قبل الزرع: التحضير للفروة والشعر المزروع
قبل البدء في عملية الزرع، يخضع كل من المتبرع والفروة المستهدفة للتحضيرات اللازمة. يتم اختيار المنطقة المانحة لبصيلات الشعر بعناية وفقاً لكثافتها وجودتها، بينما تتم إعداد الفروة المستهدفة وتطهيرها لمنح البصيلات الجديدة بيئة صحية للمكوث فيها.
- زرع البصيلات: بداية الجذور
هذه الخطوة حاسمة لأنها تعتمد عليها نجاح عملية الزرع كاملاً. يقوم الأطباء بزراعة بصيلات الشعر المفروزة بدقة شديدة باستخدام تقنيات دقيقة مثل زراعة الوحدات الشعيرية (FUE). يهدف هذا العمل الدقيق إلى تركيب البصيلات بشكل صحيح ضمن طبقات الجلد المختلفة، مما يسمح لها بالتواصل مباشرة مع الإمداد الدموي لفروة الرأس والحصول على العناصر الغذائية الضرورية لعكس عملية تساقط الشعر مستقبلاً.
- الفترة الانتقالية: حالة "الراحة" المؤقتة
بعد فترة قصيرة من إجراء العمليات الجراحية، تمر البصيلات بمراحل راحة مؤقتة تسمى "مرحلة الانسلاخ". خلال هذه الفترة، قد يفقد بعض المرضى جزء صغير من شعره بسبب التوتر الناتج عنهما فقدان النظام الشعري القديم وإقامة نظام جديد. ومع ذلك، فإن هذه الخسارة موقتة وستكون مكملة بشعر أكثر كثافة وأطول بعد مرور الوقت.
- نمو الجذور والأوعية الدموية: بناء أساس دائم
بمجرد استقرار البصيلات والمشاركة بنشاط مع البيئة المحلية، تبدأ جذور الشعرات الأولى في التشكل تحت سطح جلد فروة رأس المريض. ينتج عنها عادةً ظهور خصل خفيفة وغير منتظمة خلال الأشهر الثلاثة التالية للعملية. إلا أنه أثناء تطوير أوعيتها الدموية، ستستعيد بصيلات الشعر زخمها وقوتها ويصبح مجموع شعرك أكثر سمكا تدريجياً.
- طور الطول والكثافة: بلوغ ذروته
مع تقدم الشهر الرابع والخامس وما بعدهما، تستمر بصيلات الشعر المزروعة في النمو بوتيرة طبيعية مشابه للشعر الأصلي تماماً - حوالي ثلاثة سنتيمترات شهريا. وبحلول نهاية عام واحد تقريبًا منذ تاريخ الزرع الأولي، يعود معظم الأشخاص لمشاهدتهم لشكل ولون وملمس طبيعي للشعر المكتمل طوله وكثافته المرغوبين فيهما سابقًا. وفي حالات أخرى متقدمة جداً وقد تحتاج لنوبات علاج إضافية للحصول على نتائج مثالية طويلة المدى لكن غالبًا ما تكون تلك الحالة نادرة الحدوث مقارنة بالأعمار المبكرة نسبياً التي تخضع لهذه العروض العلاجية الناجحة عالميًا حالياً والذي يعتبر أحد أهم حلول الطب الحديث المعتمدة لحالات التساقط الشديد مقابل طرق أخفض تكلفة ولكن أقل فاعلية بكثير منها!
أتمنى أن يكون شرح تفاصيل عملية ترقيع الشعر مفيدا لكم جميعا حول جوانب مختلفة متعلقة بهذا الموضوع العلمي الخاص بالعلاج والتجدد عبر عمليات زراعة بصيلات شعر جديدة بدل القديمة المفقودة نتيجة عوامل متنوعة خارج نطاق سلطة الإنسان ذاتيا كمصدر أساسي لإنتاج مادة الكيراتين الداخلة فى تكوين الشعر وفروه رأسه أيضًا..