- صاحب المنشور: عزة التلمساني
ملخص النقاش:
بالرغم من الفوائد الكبيرة التي توفرها شبكات التواصل الاجتماعي مثل تسهيل الاتصال والعلاقات الاجتماعية والتواصل الثقافي، إلا أنها قد تحمل أيضاً آثاراً سلبية ملحوظة خاصة بالنسبة للجيل الشاب. هذه المنصات الرقمية يمكن أن تؤدي إلى زيادة القلق والاكتئاب بسبب المقارنة المستمرة مع الأصدقاء أو الغرباء الذين غالبا ما يظهرون حياتهم بطريقة مثالية ومزيفة.
أولاً، الرفض الاجتماعي عبر الإنترنت قد يؤثر بشدة على احترام الذات والثقة لدى الشباب. الدراسات تشير إلى أنه عندما يتم رفض طلب الصداقة أو التعليق السلبي على المحتوى الشخصي، يمكن لهذه التجارب الصغيرة أن تتراكم وتسبب مشاعر الوحدة والنقص الذاتي.
ثانياً، هناك الضغط الذي يأتي نتيجة للمحتوى المثالي والمزيف المنتشر بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا يعرض الشباب لمستويات غير واقعية من الاحترام والإنجاز، مما يتسبب في الشعور بالفشل والقصور. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي في تقليل الجودة الحياتية الحقيقية؛ حيث يقضي الأفراد وقتًا أقل في التفاعلات الشخصية وجهاً لوجه وفي الأنشطة الصحية الأخرى.
في الجانب الآخر، تعتبر التقنيات الحديثة مصدرًا هامًا للدعم النفسي أيضًا. العديد من الأشخاص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للتعبير عن المشاعر والأفكار دون خوف من الحكم عليهم مباشرة. كما أن بعض المواقع تحتوي على مجموعات دعم تجمع الناس الذين يواجهون تحديات مشابهة، وهذا يمكن أن يشعره بالدعم والحماية.
بشكل عام، بينما تقدم وسائل التواصل الاجتماعي فرص فريدة للتواصل المجتمعي، فإنه ينبغي لنا أيضاً الانتباه لتأثيراتها المحتملة على الصحة العقلية للأجيال الجديدة. تحديد حدود استخدام هذه الوسائط واحتضان الحياة الواقعية هي خطوات مهمة نحو تحقيق توازن صحي بين العالمين الرقمي والحقيقي.