• صاحب المنشور: عصام القبائلي
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد عدد سكان المدن حول العالم بوتيرة غير مسبوقة، أصبح إنشاء تجمعات حضرية مستدامة ضرورة ملحة. تتطلب هذه المهمة نهجا شاملا يشمل الاستراتيجيات البيئية والاقتصادية والاجتماعية. يلعب الابتكار والتكنولوجيا دورا محوريا في تحقيق هذا الطموح، حيث توفر الحلول الذكية المقترحة بإمكانيات كبيرة لتحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل التأثير السلبي على البيئة مع تعزيز نوعية الحياة للمقيمين.

التحديات الحالية أمام المجتمعات الحضرية المستدامة

1. النمو السكاني: يتوقع الأمم المتحدة نموا سكانياً يصل إلى حوالي 68% بحلول عام 2050 في المناطق الحضرية، مما يؤدي إلى ضغوط شديدة على البنية التحتية والبرامج الخدمية.
2. استخدام الطاقة والمياه: تعتمد العديد من المباني والشركات الحديثة على كميات هائلة من الطاقة والمياه، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في الانبعاثات الكربونية ومصادر المياه الصناعية التي يمكن تجنبها.
3. النفايات وإدارة الموارد: تقدر منظمة الصحة العالمية إنتاج نحو ٢,٠١ مليار طن من النفايات العامة كل سنة عالميًا، منها ما يُقدر بنسبة %٥۰ نفايات خطرة أو سامة تحتاج لإدارة خاصة ومستهدفة.
4. القضايا الاجتماعية والاقتصادية: تشتهر المدن العصرية بالتفاوت الاجتماعي الكبير بين الطبقات المختلفة، إذ يعيش غالبية الفقراء في الأحياء ذات الظروف المعيشية القاسية وغير الصحية. كما تواجه الشركات الصغيرة والصغيرة جدًا تحديات فريدة تتمثل أساسًا بتكاليف العمالة المرتفعة والعوائق القانونية والمعاملات الإدارية المكلفة نسبيا مقارنة بالمصانع الضخمة متعددة الجنسيات.

كيف تسهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حل المشكلات؟

1. بناء مدن ذكية: باستخدام وسائل مثل الأجهزة المنزلية المتصلة بشبكة الإنترنت وأنظمة الإنذار المبكر المدعومة بالألياف البصرية عالية السرعة واتصال شبكات الأشياء الدقيقة IoT؛ يمكن مراقبة الوضع الأمني داخل المدينة وضمان سلامة مواطنيها بالإضافة لتوفير خدمات أكثر فعالية وكفاءة فيما يخص إدارة المرور والنقل العام وتخطيط الشبكات الكهربائية لمواجهة حالات الطوارئ المحتملة.
2. تحسين كفاءة استهلاك الطاقة: تساعد حلول التحكم الآلي للطاقة — والتي تعمل عبر بلوتوث وبروتوكولات أخرى -في تحديد أفضل توقيت لاستخدام الأسطح الشمسية الكهروضوئية لجمع أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس للحصول علي توليد كهرباء نظيفة وفعالة منخفض تكلفته وصافي تأثير بيئي قليل للغاية مقارنة بمصادر الوقود التقليدية الأخرى المعتمدة عليها حاليا بكثافة ضمن القطاع الخاص والقومي على حد سواء .
3. إدارة موارد أكثر دقة: تمكن تكنولوجيات الرصد والاستشعار المستخدمين اليوم بفهم عميق لما يحدث تحت الأرض وخارج حدود مباني العاصمة مباشرة؛ ومن ثم فهم كيفية التعامل مع تلك البيانات بطريقة علمية مدروسة تحافظ على ثرواتها الطبيعية ولا تضحي بها مقابل تطوير خدماته وتحقيق مصالح حاضريه ومتغيرات ظاهرة المناخ المستقبلية أيضا. مثال حي لذلك هو نظام "سيمفوني" لسبر خزانات النفط البحري والذي يستعرض الرسومات ثلاثيه الأبعاد لرسم مواقع حقوله الغاز الطبيعي دون الاعتماد المطلق على عمليات الحفر اليدوي التقليديه القديمة.
4. التعاون الاقتصادي المحسّن: تقدم المنصات السحابية والإلكترونية أدوات لاتخاذ قرارات مفاهيم جديدة بشأن الربط التجاري والتجارة الإلكترونية للمؤسسات الناشئة والأعمال التجارية القائمة أصلاً؛ فضلا عن دعم فرص البحث العلمي والتدريب المهني اللازم لبناء قاعدة معرفية عريضة قادرة على المساعدة بصنع سياسات عامة موجهة نحو رفاه المواطن واستقرار المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا كذلكُ خلال سنوات عديده لاح