تُعدّ نبتة الميرمية واحدة من الأعشاب القديمة ذات الفعالية المثبتة علميًا والتي يتم استخدامها منذ قرون للعديد من الأغراض الصحية بما فيها تأخير ظهور الشعر الأبيض أو "الشيب". يُطلق عليها أيضًا اسم الريحان الدائم الأخضر نظرًا لشكلها الجميل وموسم النمو الطويل لها. تحتوي هذه العشبة القوية على مضادات الأكسدة وفيتامينات ومعادن أساسية تساهم مجتمعةً في الحفاظ على البشرة والشعر بصحة جيدة. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم خصائص الميرمية المضادة للالتهابات بشكل متزايد لعلاج مجموعة متنوعة من المشاكل الجلدية والعناية بالشعر.

في هذا السياق، ركزت العديد من الدراسات الحديثة على دور مستخلصات الميرمية المحتملة في منع الشيب المبكر. وفقا لأبحاث نشرت عام ٢٠١٧ مجلة Journal of Cosmetic Science, فإن تطبيق كريم يحتوي على زيت الميرمية يمكن أن يقلل من كمية الميلانين التي تتدهور نتيجة للأكسجين الحر مما يؤدي لتغيرات اللون الطبيعية للشعر. هناك أيضًا أدلة تشير لقدرتها على تعزيز إنتاج الكيموكاين CXCL12 والذي يلعب دورا هاما في تنظيم نمو شعر جديد وحماية الخلايا الصباغية المسؤولة عن لون الشعر.

بالإضافة لهذه الآثار المباشرة نحو الشعر نفسه، تحتفظ الميرمية بمكانة خاصة كجزء ثابت من العلاجات التقليدية لأمراض القلب والدورة الدموية بسبب قدرتها على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم. بالتالي، قد يساهم تحسين الدورة الدموية بفروة الرأس في دعم عملية تجديد خلايا الشعر وتلطيف الصلع الوراثي كذلك.

ومن منظور غذائي، تعتبر إضافة الميرمية لمجموعة الطعام اليومية طريقة رائعة للحصول على الفيتامينات والمعادن المفيدة للجسم والبشرة والشعر معاً. فهي غنية بفيتامين C و A وب6 وب12 وكذلك المعادن مثل المغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم وغيرها الكثير. كما أنها مصدر ممتاز للمركبات الفلافونويدية بنسبة عالية وهي معروفة بدعمها لانزيمات الجسم المحاربة للأكسدة والحفاظ عليه شباب وسليم بغض النظرعن السن والأسباب الخارجية المؤثرة عليه كالاستخدام المتكرر لصبغات الشعر الضارة مثلاً .

ختاماً ، إن تضمين الميريمة ضمن روتين العناية الشخصية سواء عبر استعمال مشروب مغلي منها مباشرة أو زيوتها أثبت فعاليته الكبير في الحد وإرجاع بعض حالات شيب مبكرة وذلك نظراً لما تمتلكه تلك النباتات الرائعة من ملائمة طبية طبيعية تستحق التجربة والاستمرارية لتحقيق نتائج ايجابيّة ملحوظّة بإذن الله تعالى .