• صاحب المنشور: عبد الكريم الشاوي
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الرقمي الحالي، يشهد العالم تغيرات جذرية تطال مختلف جوانب حياة الإنسان. أحد أكثر هذه التحولات بروزًا هو دور الذكاء الاصطناعي (AI) الذي بدأ يغير مشهد العمالة والتعليم بطرق لم تكن متخيلة قبل عقدين من الزمن. يتناول هذا المقال كيف ستتأثر الوظائف التقليدية مع تطور التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي وكيف يمكن استخدام هذه الأدوات المتقدمة لتحسين التعليم وتسهيل الوصول إليه.

تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل

مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتوقع الدراسات العالمية فقدان العديد من الوظائف التقليدية لصالح الروبوتات والأدوات الآلية المدعومة بتعلم الآلة. وفقاً لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، قد يحلّ الذكاء الاصطناعي مكان حوالي 75 مليون وظيفة بحلول عام 2022 بينما سيضيف أيضًا نحو 133 مليون فرصة عمل جديدة بنفس العام [1]. وهذا يعكس الحاجة الملحة لتنويع المهارات البشرية والتكيف المستمر مع احتياجات الأسواق الجديدة التي تولدها الثورة الصناعية الرابعة.

على سبيل المثال، بدأ بعض القطاعات مثل الخدمات المصرفية وإدارة الدعم الفني في الاعتماد بكثرة على بوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي مما يؤدي إلى خفض عدد الموظفين البشريين اللازمين لأداء تلك المهام اليومية. ولكن الأمر ليس كله سلبي؛ فالتعلم الآلي يسمح أيضاً بأتمتة المهام الشاقة والمملة حتى يستطيع الأفراد التركيز على أعمال تحليل البيانات واتخاذ القرار الاستراتيجي والتي غالبًا ما تحتاج للعوامل الإنسانية كالابتكار والإبداع.

الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية

بالإضافة لذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يجلب فرص كبيرة لإحداث ثورة حقيقية في مجال التعليم. تُستخدم المنصات التعليمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي الآن لتخصيص عملية التعلم حسب الاحتياجات الشخصية لكل طالب بناءً على مستوى أدائه ومعدلات تعلميه الخاصة. تعمل هذه الأنظمة الديناميكية على تقديم توصيات تعليم فردية ومتابعة مدى فهم الطلاب للمواد المطروحة لهم. كما أنها توفر طرق جديدة للتفاعل بين المعلمين والمتعلمين عبر تبادل المرئيات والنصوص والصوت والفيديوهات.

كما يُمكن لهذا النوع الجديد من مناهج التدريس المساعدة في تحقيق تكافؤ الفرص للجميع مهما كانت الظروف الاجتماعية أو الجغرافية حيث أصبح بإمكان أي شخص الانضمام إلى دورات ذات نوعية عالية مجانا أو برسوم رمزية ويمكنهم متابعتها بحرية وبسرعة أكبر مقارنة بالأساليب التقليدية. إلا إنه رغم كل الإيجابيات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات العملية والعلمية، لا بد لنا هنا طرح تساؤلات أخلاقية حول خصوصيتنا وأمان بياناتنا فضلاً عن احتمالية زيادة الفجوة الاجتماعية إذا لم يتم تطبيق هذه التقنية بشكل عادل ومنصف لدى الجميع بلا استثناءات.

الخلاصة

ختامًا، يعد دخول ذكاء الآلة لساحة المنافسة أمرٌ لا محالة ولكنه كذلك لن يأتي بدون تحديات ملحوظة تستوجب دراستها بعناية وصياغة سياسات فعالة لحماية مصالح مجتمع الأعمال وخلق بيئة تدريب مناسبة لكافة المجتمعات الراغبة بالتطور والتقدم. إن مفتاح الانتقال الناجع نحو اقتصاد قائم أساسه الذكاء الاصطناعي يكمن ضمن قدرتنا collectiveintelligence) oncombining both human creativity and machine learning capabilities to produce innovative solutions that benefit all forms of life in our ever evolving world .

مراجع:

[1] The Future of Jobs Report, World Economic Forum, January 2020.