- صاحب المنشور: منال الدرويش
ملخص النقاش:مع التركيز على الاستراتيجيات الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة والنظر في تأثير هذه الخطوات على الظروف البيئية المحلية.
مقدمة
تواجه العديد من الدول تحديات كبيرة فيما يتعلق بتوفير احتياجاتها من الطاقة مع الحفاظ على بيئة صحية. وفي هذا السياق، تبرز المملكة العربية السعودية كنموذج حيث تسعى لتعزيز استقلاليةها في قطاع الطاقة عبر توسيع نطاق مشاريعها في مجال الطاقة المتجددة. يهدف هذا المقال إلى تحليل الآثار المحتملة لهذه الجهود سواء كانت اقتصادية أو بيئية، وذلك باستخدام المملكة العربية السعودية كدراسة حالة. سنناقش كيف يمكن لمثل هذه التغييرات الكبيرة في البنية الأساسية للطاقة التأثير على الأفق الاقتصادي للمملكة وكيف قد تساعد أيضاً في تقليل الانبعاثات وتحسين الصحة العامة.
العوامل الاقتصادية
إن التحول نحو مصادر طاقة أكثر صداقة للبيئة مثل الرياح والشمس ليس مجرد مساهمة في الصالح العام؛ بل إنه خيار ذكي من الناحية التجارية أيضًا. توفر مصادر الطاقة التقليدية كالنفط والغاز مصدر دخل رئيسياً للسعودية منذ عقود طويلة. ولكن اعتماد البلاد بشكل كبير على تصدير النفط جعله عرضة لتقلبات السوق العالمية والتناقضات السياسية الدولية. يمكن أن يؤدي بناء قدر أكبر من الاعتماد على الذات فيما يتعلق بإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقات المتجددة إلى تعويض الفوائد المالية المرتبطة بالصادرات التقليدية بينما يخلق فرص عمل جديدة ويحفز نمو القطاع الخاص المحلي. بالإضافة لذلك، فإن تطوير تكنولوجيا محلية لإنتاج وإدارة نظم توليد الطاقة الجديدة سيؤمن فرصا للدخل المستقبلي حتى بعد انتهاء مرحلة الإنشاء الأولية.
العوامل البيئية
أما الجانب الأخضر للتغيير فهو واضح تمام الوضوح. تشتهر دول الخليج العربي بكثرة أيام الشمس مقابل قلة الأمطار مما يجعل استخدام الطاقة الشمسية فعالا ومربحا للغاية هنا. ومن خلال ترقية الشبكة الكهربائية القائمة بمكونات أكثر خضراء وأكثر كفاءة، تستطيع المملكة الحد من بصمتها الكربونية وتعزيز جودة الهواء الذي يستنشقه المواطنون والمقيمون. إن تقليل انبعاث الغازات الدفيئة التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري لها فوائد واضحة بالنسبة لكوكب الأرض عموما، وستساعد أيضا في تخفيف الضغط المفروض على موارد المياه باعتبار أنها ستخفض حاجتها للحصول عليها لغرض تبريد وحدات التوربين العملاقة المستخدمة حاليا لتوليد الكهرباء بنظام الوقود الأحفوري.
التحديات والمعوقات
على الرغم من جميع الفوائد الواضحة، إلا أنه ينبغي التعامل بحذر مع بعض العقبات المحتملة أثناء عملية الانتقال. واحدة منها هي الحاجة الملحة لتحديث البنية التحتية لتوزيع الطاقة، خاصة تلك الخاصة بأنظمة نقل وتخزين الطاقة الكهربائية ذات الخصائص المختلفة عن نظام الاحتراق الداخلي التقليدي المعتمد عليه الآن والذي يتميز بخزانات غاز ضخمة ووحدات توربين متصلة مباشرة بشبكات الجهد العالي الثابتة نسبيا. كما يوجد عامل الوقت إذ تتطلب المشروعات ضخامة ومهارة هندسية وقد تحتاج سنوات قبل تحقيق عائد قابل للاسترداد. علاوة علي ذلك هناك احتمال وجود مقاومة داخل الشركات المالكة لمنشآت إنتاج النفط التقليدية والتي قد تعتبر المنافس الجديد غير موضع ثقة بسبب عدم القدرة حينذاك أمام عوامل خارج المجال التشغيلي كنقص الإقبال العالمي مثلاً.
الاستنتاج
وفي الختام فإن خطوات وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالسعودية لاتخاذ دور ريادي عالميًا بوسائل مستدامة واستخدام الفرصة الهائلة المتاحة لديها لصنع توازن جديد بين الرؤية العمرانية الحديثة والحفاظ على صحة السكان وصلاح الأرض ليست وحدها أيها المسلمون! إنها مسؤولية المجتمع الدولي بأجمعه تجاه ابنهما الكبير "الأرض". ولذلك فهم يستحقون كل التقد