• صاحب المنشور: عتبة بن داوود
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد عدد السكان العالمي وتغير المناخ، تواجه البشرية تحدياً كبيراً يتمثل في نقص موارد المياه العذبة المتاحة والاستخدام غير الرشيد لها. هذه المشكلة ليست مجرد خطر محلي بل هي قضية عالمية تؤثر على كل قارة وكل مجتمع تقريباً. وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2021، يعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب بينما يواجه حوالي ثلاثة مليارات آخرين انقطاعات منتظمة للمياه خلال فصل الصيف.

هذه الأزمة تتطلب حلولًا شاملة ومتعددة الجوانب تشمل إدارة أفضل لموارد المياه القائمة، تحسين نظافة المياه المعالجة وإعادة استخدامها، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات البحثية والتكنولوجية لتحلية مياه البحر ومياه الآبار القديمة.

من بين الحلول الممكنة التي يمكن تطبيقها فوراً، هناك تركيز متزايد على الزراعة الذكية والمناطق الحضرية الخضراء التي تساهم في إعادة شحن مستجمعات المياه المحلية. كما تلعب التقنيات الحديثة مثل الأنظمة البينية للتنبؤ بالفيضانات وأدوات مراقبة جودة الماء دور هاما في التعامل مع مشكلات المياه اليوم. لكن أهم شيء هو تغيير ثقافي نحو استخدام أقل هدر للمياه والتعليم حول أهميتها للحياة.

وفي هذا السياق يأتي الدور الحيوي للدولة أو الحكومة المركزية حيث تحتاج السياسات الوطنية إلى تكرار التركيز على الاستثمار الطويل المدى في بنى تحتية للمياه وكفاءتها التشغيلية. كذلك يجب تعزيز الشراكات الدولية والأبحاث العلمية لفهم كيفية تأثر مناطق مختلفة بمختلف جوانب أزمة المياه واستراتيجيات مواجهتها الفعالة لكل منها.

باختصار، فإن أزمة المياه العالمية تتطلب جهودا مشتركة ومستمرة للتكيف مع الواقع الجديد الذي نعيش فيه الآن - وهو واقع يتسم بالنقص الواضح وعدم اليقين بشأن توفر الموارد الأساسية لبقاء الحياة. إن اتخاذ خطوات فعالة اليوم سيضمن لنا حياة صحية وآمنة للغد للأجيال القادمة.