- صاحب المنشور: خديجة الشريف
ملخص النقاش:في ظل التوسع الحضري المتسارع الذي تشهده العديد من المدن العربية، تبرز تحديات كبيرة أمام تحقيق تنمية عمرانية مستدامة. هذه التحديات تتراوح بين الضغوط السكانية, النمو الاقتصادي غير المنظم, والافتقار إلى البنية الأساسية الحديثة التي يمكنها دعم نمط حياة أكثر استدامة وصحة.
أولى هذه التحديات هي الزيادة الكبيرة في عدد السكان والتي أدت إلى زيادة حادة في الطلب على المساكن والمرافق العامة. هذا الازدياد يتطلب خططاً حضرية شاملة تستوعب النمو دون التأثير السلبي على البيئة أو المجتمع المحلي. الحلول المقترحة غالباً ما تتضمن استخدام التقنيات الذكية والمدارس العمارية الجديدة مثل المباني الخضراء والحضرنة الرأسية.
ثانياً، هناك مشكلة عدم تنظيم النمو الاقتصادي. العديد من المناطق الصناعية والتجارية في المدن العربية ليست مصممة بطرق صديقة للبيئة ولا تساعد في الحد من التلوث. قد يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية بيئية طويلة المدى وتآكل للموارد الطبيعية. تقديم الدعم للحرف اليدوية المحلية والصناعات الصغيرة التي تعتمد تقنيات أقل ضرراً بالبيئة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الحالي.
وأخيراً، يوجد نقص واضح في الخدمات والبنى الأساسية كالنظام العام للنقل العام ومياه الشرب وشبكات المياه العادمة. بدون بنية تحتية قوية ومتكاملة، يصعب تحقيق هدف التنقل المستدام. إن الاستثمار في وسائل نقل عام فعالة وكفاءة عالية الطاقة، بالإضافة إلى توسيع شبكات الصرف الصحي والإدارة الفعالة لموارد المياه، يعد جزءاً أساسياً من حل المشكلة.
للحفاظ على تراث الثقافات المحلية مع مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، تحتاج المدن العربية لتغيير جوهري في نهجها تجاه التنمية العمرانية. يتطلب الأمر تعاون الحكومة والشركات الخاصة والأفراد لإنشاء مدن صديقة للسكان وأكثر انتماء لأصولها التاريخية والثقافية.