- صاحب المنشور: إبتسام بن الطيب
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي دور كبير ومؤثر في حياة الشباب. هذه المنصات التي كانت تُعتبر ذات مرة أدوات للتواصل والترفيه تطورت لتشكل جزءًا رئيسيًا من الثقافة اليومية للعديد من الأفراد. ولكن هل لهذه التكنولوجيا الحديثة تأثيرات إيجابية أم سلبية على صحتهم النفسية؟ هذا هو محور نقاشنا في هذا المقال حيث سنُجري تحليلاً مفصلاً لهذا الموضوع بمقارنة بين الدول العربية المختلفة.
الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي:
تحتل مواقع مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام مكانة هامة في الحياة اليومية للملايين حول العالم العربي. وفقاً لأحدث البيانات، يمتلك أكثر من 74% من سكان المنطقة حساب واحد على الأقل على أحد تلك الشبكات الاجتماعية (المصدر [1]). رغم الفوائد العديدة المرتبطة بتبادل المعلومات والثقافات والتواصل مع الآخرين عبر الإنترنت، إلا أنها تحمل أيضاً تحديات كبيرة قد تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية خاصة لدى فئة الشباب.
الضغط الاجتماعي والإدمان:
أصبحت المقارنة المستمرة للحياة الشخصية بخيارات الآخرين المتاحة عادة يومية لكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن اعتبار ذلك نوعاً من "الضغط" الذي يتسبب بالإحباط والشعور بالنقص مما يعرضهم لمخاطر متزايدة للإصابة باكتئاب أو القلق أو حتى اضطرابات الأكل (المصدر [2]). بالإضافة لذلك، يساهم الإفراط في استخدام هذه الوسائط في تعزيز حالة إدمانية مزمنة بسبب المكافآت الصغيرة التي تحصل عليها عند كل تفاعل جديد سواء كان "الإعجاب"، التعليق"، "المشاركة". وهذا الوضع يؤدي غالباً إلى تقليل وقت النوم وانخفاض مستوى الطاقة الجسدية والعقلية خلال النهار (المصدر[3]).
الاختلافات بين البلدان العربية:
بناءً على الدراسات المحلية والدولية، هناك تفاوت ملحوظ فيما يتعلق بكيفية التأثير السلبي لوسائل الإعلام الاجتماعية حسب البلد والمجتمع المحلي. مثلاً، تشهد بعض المجتمعات العربية زيادة غير اعتيادية باستعمال الهواتف الذكية وبرامج الدردشة المرئية أثناء ساعات التدريس داخل المدارس. وقد رصد الباحثون تراجعاً حاداً في تركيز الطلاب وقدرتهم على التحمل جراء الانشغال الزائد بوسائل الترفيه الإلكتروني أثناء فترات الراحة القصيرة بين الحصص الدراسية(المصدر [4]). أما بالنسبة للدول الغنية بالموارد الطبيعية والصناعية كالسعودية والإمارات فقد وجدت العديد من التقارير ارتفاع معدلات انتشار الاضطرابات المرتبطة بالتوقعات الشديدة لصفحاتها الرسمية والتي تسعى لإظهار أفضل صور حياتها الكاملة والسعادة الكاذبة كما هي مظهرعة أمام جمهور واسع.( المصدر[5]) .
هذه مجرد عينات قليلة ضمن مجالات عديدة تحتاج لتحقيق المزيد من البحث العلمي الجاد لفهم عميق وعلمي لحقيقة ارتباط استهلاك المحتوى الرقمي وتحولات الواقع الاجتماعي والنفساني حاليا وفي المستقبل. إنها قضية تتطلب اهتمام الجميع؛ بدءا بالأسر وانتهاء الحكومات والجهات المؤثرة الأخرى كي نضمن بيئة رقمية آمنة ومتوافقة مع منظومة قيم مجتمعنا الأصيلة وثوابته الروحية والقانونية.
مراجع:
[1] We Are Social, Hootsuite , Global Digital Report 2022: https://wearesocial.com/blog/2022/01/global-digital-report-2022#middleeastandnorthafrica
[2] عالم المعرفة - المركز الثقافي العربي النمساوي في دبي ، علم نفس وسائل التواصل الاجتماعى : كيف يؤثر الأمر علي حالتك النفسيه ؟ https://www.youtube.com/watch?v=l-R6S8lj9pM&t=1s
[3] Time Magazine , The Impact Of Social Media On Mental Health: Is There A Correlation?: https://time.com/5926346/social-media-mental-health-correlation/
[4] Al Jazeera Arabic ، "تأثير الإنترنت والشبكات الاجتماعية