تقضي مشكلة "قضم الأظافر"، والتي تعرف علمياً بـ "Onychophagia" أو "Nail Biting"، الكثير من الوقت والطاقات للأشخاص الذين يعانون منها. هذا التصرف ليس مجرد عادة بسيطة بل غالباً ما يكون مؤشرًا لقلق داخلي أو توتر. سنستعرض هنا مجموعة من الأسباب الشائعة لهذه الظاهرة بالإضافة إلى الأعراض المرافقة لها وطرق التعامل معها بشكل فعال.
أحد أكثر الأسباب شيوعًا هو عدم الاستقرار العقلي الناتج عن الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق المستمر. يمكن أيضًا أن يحدث ذلك نتيجة للتوتر خاصة أثناء اللحظات الحرجة مثل الامتحانات أو مقابلات العمل. البعض الآخر يلجأ لقضم الأظافر لإزالة الطبقات الخارجية الزائدة عنها. أما بالنسبة للبعض الآخر فقد تكون المشاعر الثقيلة والحزن المتراكمة هي الدوافع الرئيسية لهكذا سلوكيات تأخذ شكل التدمير الذاتي كتعبير عن الضغط الداخلي.
الأبحاث تشير كذلك إلى دور الجينات الوراثية في انتقال هذه العادة بين أفراد العائلات. الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة بمفردهم قد يسقطون ضحية لهذا السلوك كمصدر لإلهاء الذات وتهدئة الملل.
معظم مرتادي عادة قضم الأظافر يميلون إلى القيام بهذا الفعل حين يشعرون بعدم الرؤية من حولهم، سواء كانوا بمفردهم أو يغفل الجميع عن وجودهم. التركيز الشديد على أمر معين أثناء فعل القضم قد يؤدي أيضا إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية الخطيرة إذا تطورت الحالة - ربما يصل الأمر لعضة مناطق حساسة بالأصابع مما يؤدي لنزيف أو عدوى محتملة بسبب البكتيريا والفيروسات المخفية تحت سطح الظفر.
بالنسبة للعلاج، فإن خطوات العلاج تعتمد بدرجة كبيرة على مدى شدة الحالة الصحية للمصاب. للحالات الخفيفة والمعتدلة، يُوصَف تغيير الروتين اليومي والحفاظ على نظافة اليدين وتقليم الأظافر باستمرار كحل مناسب لمنع تطور تلك العادة ومعالجتها. يساعد طلب المساعدة المهنية والتواصل الاجتماعي والداعم أيضًا على تحويل الانتباه نحو نشاطات أكثر إنتاجية واسترخاء عوضا عن الانغماس في سلوكيات تؤذي الصحة العامة للجسد والعقل.
وفي النهاية، تجدر الإشارة أنه بينما تبدو مسألة قضم الأظافر صغيرة نسبياً إلا أنها تحمل دلالات عميقة تتطلب فهمًا ودعمًا مناسبان للقضاء عليها تعزيزًا لصحة جيدة ومتكاملة لكل من الجسم والنفس.