- صاحب المنشور: عبد الجبار بن جلون
ملخص النقاش:
تواجه الأجيال الشابة اليوم تحديات فريدة بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي. هذه المنصات الرقمية التي كانت في البداية أدوات للتواصل والترفيه، تحولت إلى جزء لا يتجزأ من حياة العديد من الشباب العربي. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية لدى فئة الشباب. الهدف من هذا البحث هو التحقق من مدى هذا التأثير ومن ثم المقارنة بين حالتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما دولتان عربية تتمتعان بتقاليد وثقافات مختلفة لكنهما يجمعهما استخدام واسع لهذه الوسائل.
مقدمة
في السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي خلية نحل اجتماعية رقمية حيث يمكن للأشخاص مشاركة الأفكار والتجارب الحياتية مع الآخرين حول العالم. بينما توفر هذه الأدوات فرصا هائلة للمشاركة والمعرفة، إلا أنها قد تأتي أيضا ببعض التحديات النفسية المحتملة. تشير بعض التقارير إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب والأمراض المرتبطة بالتوتر بين مستخدمي الإنترنت الذين يقضون ساعات طويلة يومياً على مواقع مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام ويوتيوب وغيرها الكثير.
منهجية الدراسة
استند بحثنا على استطلاع رأي شمل مجموعة عشوائية تمثل الفئات العمرية المختلفة والشرائح الاجتماعية المتنوعة في كلا البلدين محل الدراسة - أي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. تضمن الاستبيان الأسئلة المتعلقة بالسلوكيات المتعلقة بوسائل الإعلام الاجتماعية والاستقرار النفسي ومستويات الملل والعزلة الاجتماعية. كما قمنا بمقابلة عدد محدود من العاملين المحترفين في مجال الصحة النفسية للحصول على منظورهم الخاص بشأن الموضوع.
النتائج
بعد جمع البيانات وتحليلها، ظهرت نتائج مثيرة للاهتمام متعلقة بالموضوع الرئيسي لدراستنا. شهدت كلتا الدولتين نسباً عالية للاستخدام المنتظم للإنترنت وأجهزة الهواتف الذكية. ولكن عند النظر بشكل أكثر دقة، وجدنا اختلافاً ملحوظاً فيما يتعلق بطرق التعامل مع الضغط النفسي الناجم عن وسائل الإعلام الاجتماعية. تبين أن نسبة أكبر من المستجيبين السعوديين يعانون من مشاعر مشابهة لما يسمى "webphobia" أو رهاب الانترنت، وهو شعور يشعر فيه الشخص بأنه غير قادر على إدارة حياته بدون الوصول إلى شبكة الإنترنت باستمرار مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق العاطفي والجسدي. وفي الوقت نفسه، كان هناك توجه عام نحو استخدام تقنيات صحية أفضل لإدارة وقت الشاشة واستكشاف طرق جديدة لتجنب الإدمان الرقمي والحفاظ على توازن الحياة الشخصية والعملية داخل المجتمع السعودي مقارنة بنظيره الإماراتي الذي يبدو أنه أقل اهتماما بهذه الجوانب رغم ارتفاع مستوى انتشار حالة الاكتئاب واضطرابات النوم بين المستخدمين المحليين.
الخلاصة والتوصيات
توضح نتائج بحثنا أهمية فهم كيف تؤثر خدمات الاتصال عبر الإنترنت والدول المختلفة ثقافيًا واجتماعيًا والتي تستضيف مجموعات عمرية متباينة وكيف ترتبط هذه العوامل جميعَا بصحة الإنسان العقليّة والنفسانيّة. بناءً على ذلك، نوصي باتباع تدابير وقائية وعلاجية تتضمن التركيز على تعزيز الثقافة الواقفة ضد مخاطر إدمان الانترنت. بالإضافة لذلك فإن تنظيم جلسات تثقيف ذو طابع جماهيري لكشف المخاطر الصحية المحتملة لأخذ فترات راحة مناسبة بعيداَ عن الشبكات العنكبوتيه يعد أمراً ضروريّا كذلك لحماية مستقبل الاجيال الصاعدة ممن هم عرضة لمثل تلك المشاكل الصحية الخطرة نتيجة عدم توفير بيئة آمنة لهم خلال مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها حتى الوصول للإنتماء الكامل للعالم الافتراضي البديل الواقعي بحياته العملية الجديدة.