- صاحب المنشور: أصيلة الزياني
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي المعاصر، تتحول البيئة الأكاديمية بسرعة لتتناسب مع ثورة المعلومات. يبرز دور التكنولوجيا كعامل رئيسي في هذا التحول، حيث تقدم أدوات جديدة ومثرية للتدريس والتعلم. دعنا نستكشف كيف أثرت هذه الثورة التقنية على التعليم الجامعي وكيف تغير المشهد التعليمي بفضلها.
أولاً، سمحت التكنولوجيا بتوسيع الوصول إلى الموارد التعليمية. يمكن الآن للطالب الحصول على دورات مجانية عبر الإنترنت من أفضل المؤسسات حول العالم، مما يعزز فرص التعلم مدى الحياة ويقلل الحواجز التي كانت تواجه الطلاب بسبب الموقع الجغرافي أو القدرة المالية. منصة "كورسيرا" (Coursera)، على سبيل المثال، توفر أكثر من 3,500 دورة دراسية من جامعات مثل هارفارد وستيفن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وغيرها الكثير.
ثانياً، غيرت وسائل التواصل والتفاعل بين الطلاب والمعلمين. البريد الإلكتروني والإشعارات الفورية والأدوات الافتراضية للمراسلة أعادت تعريف طريقة الاتصال في بيئات الدراسة الحديثة. كما سهلت المنصات المتعددة الأبعاد التواصل وجهاً لوجه حتى لو كان كل طرف موجودًا في مكان مختلف تمامًا.
ثالثاً، تطورت طرق تقديم المحتوى الأكاديمي نفسه بفضل الوسائط المتعددة. الفيديوهات والتطبيقات التفاعلية والفصول الافتراضية جعلت عملية التعلم أكثر جاذبية وإفادة. وفقا لدراسة أجراها مركز بيرلمان للابتكار في التعليم العالي جامعة كاليفورنيا بيركلي عام 2017، فإن استخدام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد زاد بنسبة 98% منذ عام 2006، بينما ارتفع استعمال مقاطع الفيديو بنسبة 48%.
وبالمثل، أحدثت تقنية الذكاء الاصطناعي طفرة كبيرة في مجال البحث العلمي الشخصي وتقييم الأداء التعليمي. يمكن للأجهزة المحوسبة تحليل البيانات الكبيرة واستخراج رؤى دقيقة بشأن نقاط القوة لدى كل طالب ونقاط ضعفه، مما يسمح بإعداد خطط فردية مصممة خصيصاً لكل طالب بناء على احتياجاته الخاصة.
لكن رغم تلك المكاسب الواضحة، هناك تحديات تتطلب عناية خاصة أيضاً. قد يشعر بعض الأشخاص بالوحدة نتيجة الاعتماد الكبير على الأساليب غير الشخصية للتعليم عبر الإنترنت. بالإضافة لذلك، يتعين إدارة جودة هذه الدورات المقدمة عبر الشبكة العنكبوتية بعناية لمنع انتشار معلومات مضللة أو ذات محتوى سيء النوعية.
وفي النهاية، يبدو أنه بغض النظر عن الخلافات الصغيرة وتحديات التطبيق العملية، ستظل التكنولوجيا جزءاً أساسياً من مستقبل التعليم العالي. فهي تساعد على خفض تكلفة التدريس ذاته - وهو أمر مهم بشكل خاص بالنسبة للدول الفقيرة والمناطق النائية- وهي تعمل أيضًا كموجّه نحو نوع جديد ومتطور من التجارب التعليمية يستوعب الاختلافات الفردية لكل شخص ضمن مجتمع تعليمي واسع الانتشار عالميًا بالفعل اليوم وفي المستقبل بلا شك ولجميع الأجيال المقبلة منهما أيضاُ .