- صاحب المنشور: عبد المهيمن الحمودي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الرقمي المتطور باستمرار، أصبح من الواضح مدى التأثير الكبير الذي تلعبه التقنية الحديثة على مختلف جوانب حياتنا الشخصية والاجتماعية. وفي حين أن هناك العديد من الفوائد التي جلبتها هذه الثورة التكنولوجية - مثل سهولة التواصل والتفاعل البعيد المدى وكفاءة العمل - إلا أنها أثارت أيضا مخاوف بشأن الآثار المحتملة على الروابط العائلية التقليدية. هذا المقال يهدف إلى استكشاف وتقييم كيفية تشكيل التكنولوجيا للعلاقات الأسرية، مع التركيز بصورة خاصة على الاختلافات عبر الأجيال.
الجيل الأول: تعزيز الاتصال أم تعطيله؟
للجيل الأكبر سناً وجه نظر فريدة حول دور التكنولوجيا في الحياة المنزلية. بالنسبة للعديد منهم، كانت الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى مجرد أدوات فخمة ومكلفة لم تكن ضرورية للحياة اليومية. بالتالي، قد يعزو البعض الانخفاض الظاهري في الوقت المشترك بسبب الالتزام غير المسبوق بالأعمال التجارية أو الترفيه عبر الإنترنت. ولكن ضمن نفس السياق، يمكن لتلك الأدوات أيضًا تعزيز أو الحفاظ على روابط قوية بعيدا عن البيئة المنزلية مباشرة؛ حيث يمكن للأهالي الذين يعملون خارج البلدان التواصل بشكل يومي أكثر بكثرة وأكثر فعالية بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الدردشة المرئية.
على الرغم من ذلك، غالبًا ما ينظر أعضاء هذا الجيل بتشكك تجاه "العزلة" الرقمية – وهي ظاهرة حيث يتم صرف الانتباه داخل الأسرة نظراً لاستخدام أفرادها لهواتفهم الذكية وغيرها من الأجهزة أثناء وجودهم سوياً جسديّاً. وهذا يشكل تحديات لصقل مهارات التواصل الشخصي والحفاظ عليها والتي كانت تعتمد سابقًا على الاحتكاك البدني والثقة القائمة عليه .
الجيل الجديد: ولادة ديناميكية عائلية جديدة
بالانتقال نحو الشرائح الأصغر سنّا ، نشأ الكثيرون محاطين بمجموعة متنوعة ومتنوعة من الوسائط الإعلامية الجديدة والمبتكرة منذ الولادة تقريبًا. إن إدماج الأطفال الصغار لهذه التقنيات في روتينات اللعب الخاصة بهم يخلق بيئات اجتماعية رقمية بامتياز تؤثر بلا شك بطرق مختلفة تمامًا مقارنة بإطار زمني مماثل عند كبار السن. وقد يتضمن ذلك الفرص التعليمية اللا متناهية، فهذه المنصة توفر لهم نماذج وبرامج تعليمية شاملة تغطي موضوعات يصعب تحقيقها بوسائل أخرى ذات تكلفة أقل نسبيًا.
علاوة على ذلك ، فإن القدرة على الوصول إلى شبكة واسعة من الثقافات المختلفة عبر الإنترنت عززت آفاق التعلم لدى الشباب وغرس لديهم روح الاستقلال المبكر وذلك بالإمكان البحث والاستقصاء بنفس الطريقة كما هي حال الكتب المطبوعة القديمة . لكن الجانب السلبي يكمن فيما يسميه بعض الخبراء بـ "السمنة المعلوماتية"، أي حالة ازدحام ذهن الطفل بالمعلومات والمعرفة بسرعة كبيرة جدًا لدرجة أنه يفقد قدرته على فهم عميق للموضوعات الأكثر أهميتها.
الآليات المقترحة لتحقيق توازن أفضل
إن مفتاح حل مشكلة تناغم المجتمع الحديث المنقسم بين العالم التقليدي والعالم الرقمي يكمن أساساً في وضع حدود واضحة للاستخدام المنتظم للتكنولوجيا سواءinside[home]أوoutside [career]. ومن الأمور المهمة أيضًا تنظيم وقت الشاشة الخاصة بالعائلة بشكل مشترك حفاظًا علي ترابط الاسرة وتعزيز ثقافة احترام الآخرين واستيعاب طريقة تفكير كل فرد وفق مرحلته العمرية المختلفة, بالإضافة لاتخاذ مبادرات ايجابية منها تنظيم جلسات عائلية منتظمة خالية من الاجهزة الكهربية بمشاركة عامة لكل اعضاء البيت فهو عامل مساعد كبير لإعادة ربط العلاقة المتلاشية بالفعل بالحاضر ..وليس الماضي فقط!