- صاحب المنشور: حنين البلغيتي
ملخص النقاش:في قلب الشريعة الإسلامية تكمن قيم التسامح والتعايش السلمي مع الأديان الأخرى. رغم كون الإسلام دينًا شاملاً يمجد الوحدة والتضامن، فقد أعطى أيضًا مكانة خاصة للحرية الدينية والحفاظ على الحقوق الفردية. هذا الموقف المستنير يتجلى بوضوح عند النظر إلى التاريخ حيث عاش المسلمون جنبًا إلى جنب مع أتباع ديانات أخرى مثل اليهود والنصارى والمجوس.
في العديد من البلدان ذات الغالبية المسلمة اليوم، يمكن رؤية نماذج حية لهذا التعايش المتناغم. كمثال، تحت مظلة دستور الإمارات العربية المتحدة، يتم احترام وتنظيم حقوق الأقليات الدينية وفقًا لمبدأ "التعايش الاجتماعي". بالإضافة إلى ذلك، فإن المملكة المغربية تعتبر نموذجا بارزا آخر، إذ تضم مدينة مراكش الشهيرة مسجدًا كبيرًا ومدرسة يهودية قديمة كلتاهما تعملان بصورة مستقرة منذ قرون عديدة.
أهمية الحوار
الحوار هو أحد أدوات تحقيق التفاهم المشترك وتعزيز الاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات والأديان. يشجع القرآن الكريم هذا النوع من التفاعل عبر دعوته لأهل الكتاب (يهود ونصارى) لحضور المناسبات العامة مثل العيدين (الفطر والأضحى). كما تؤكد السنة النبوية على أهمية التواصل البناء والعادل حتى مع غير المسلمين.
مستقبل التعايش
مع تزايد الهجرة العالمية واحتمالية زيادة الاختلاط بين الشعوب المختلفة أكثر فأكثر، تصبح القيم التي يدعمها الإسلام بشأن التعايش ضرورية لتحقيق الاستقرار والسعادة الاجتماعية. إن تطبيق هذه القيم بطريقة عملية ومنظمة سيؤدي إلى مجتمع متنوع ومتناغم يعكس روح التنوع والثراء الذي جاء به الدين الإسلامي نفسه.