- صاحب المنشور: سليمة بن شقرون
ملخص النقاش:
مع تقدم العصر الحديث وتزايد اعتمادنا على التقنيات المتنوعة، أصبح من الضروري طرح سؤال حاسم حول الآثار المحتملة للإفراط في استخدام هذه الأدوات. في هذا السياق، يهدف مقالنا إلى استكشاف الجوانب المختلفة لمشكلة الاعتماد الزائد على التقنيات الحديثة وكيف يؤثر ذلك على جوانب حياتنا الشخصية والاجتماعية والنفسية.
التأثيرات الصحية: النوم والقلق
يعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة أمرًا حيويًا للصحة العامة، إلا أن الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة غالبًا ما تكون موجودة بجوار سرير الأشخاص حتى وقت النوم. وقد ثبت علمياً أن التعرض للأضواء الزرقاء المنبعثة من الشاشات يمكن أن يعيق إنتاج الميلاتونين -هرمون ينظم دورة النوم والاستيقاظ-. وهذا الأمر قد يؤدي إلى اضطرابات في ساعات اليقظة والنوم ويمكن أن يساهم في زيادة خطر الإصابة باضطرابات مزمنة تتعلق بالنوم كالاضطراب ثنائي القطب واضطراب نقص الانتباه. بالإضافة لذلك، فإن الخوف المستمر من تفويت رسائل أو تحديثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أنه يشكل مصدرًا مستمرًا لـ"القلق الرقمي"، والذي يتجلى عادة بصعوبات التركيز وعدم القدرة على الاسترخاء خارج نطاق العالم الرقمي.
العلاقات الاجتماعية والانعزال
إن عمق تأثير التقنية ليس محصورًا بالجانب الصحي فحسب؛ بل له أيضا دور فعال في تشكيل طبيعة تفاعلاتنا الإنسانية اليومية. فرغم أنها توفر العديد من الفرص الجديدة للتواصل، إلا أنها تحمل أيضًا مخاطر تعزيز الشعور بالإقصاء والعزلة الاجتماعية عند عدم توازنها. وذلك لأن الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام شاشة الهاتف غالبًا ما يأتي على حساب التفاعل الحقيقي مع الآخرين مما يزيد احتمالية الشعور بالحياة الوهمية وانخفاض جودة العلاقات الفعلية. بعض الدراسات المقارنة تشير بأن الشباب الذين قضوا فترات طويلة متصلة بشاشات الإنترنت يحققون معدلات أقل بكثير فيما يتعلق بتكوين الصداقات والحفاظ عليها مقارنة بمستخدمي الشبكة ذات الطابع المعتدل نسبياً. كما أثبتت البحوث وجود صلة مباشرة بين انخفاض مستوى نشاط الشباب في مختلف المجالات غير المرتبطة بالتكنولوجيا وبالتالي حدوث حالة من الانسحاب التدريجي نحو عالم رقميا صرفاً بعيداٌ عن الواقع الواقعي المعيش
الحلول الممكنة لتحقيق التوازن
بالنظر لهذه المخاطر الواضحة للعالم الرقمي، هناك حلول عملية يمكن تطبيقها لتجنب تلك السلبيات وضمان الاستخدام الأمثل لهذه الثروة الدسمة:
- إدارة الوقت: وضع جدول واضح لحركة المرور عبر شبكة المعلومات الدولية يساعد المستخدم على تقنين عدد الساعات المنقضية داخل فضاءاتها المفتوحة بلا حدود. ضرورة تحديد فترة زمنية مناسبة لكل فرد حسب عمره وظروفه الخاصة . مثلاً ، قد يستغرق الشخص البالغ أكثر من ساعتَين يوميًا بينما يحتاج طفل صغير لسوى نصف ساعة فقط تبقى تحت اشراف أحد أفراد الأسرة الكبار . بذلك يتم تنظيم عبء الاتصال الرقمي اليومي بطريقة فعالة ومُنظمة بحيث تستغل كل دقيقة بحكمة وبشكل مفيد.
2.التوعية والمعرفة: يجب تثقيف الجمهور عامة والشباب خاصة حول أهمية فهم تداعيات الاستعمال المكثف للتطبيقات والبرامج المتاحة حاليا . ينبغي التعليم بشأن آليات العمل الداخلية لأليات الخدمات الرقمية والتي تسعى دائمًا للحصول علي أكبر قدر ممكن من اهتمام المستخدم وقته وجهده العقلي والجسماني أيضاً ! هنا يكمن خطورتها حيث تطمح دائما لجذب انتباه مرتادي مواقعها بغرض تحقيق مكاسب تجارية ضخمة لفائدة مُتحكمين بها بعيدا نسبيًا عن منظور أخلاقي رادع!!
- الأهداف القصيرة الطويل المدى: كتابة قائمة بأولوياتك اليومية والمستقبلية يساعد فى