• صاحب المنشور: أفراح بن منصور
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور العالم الرقمي وتزايد استخدام التقنيات الحديثة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأنظمة التواصل الاجتماعي، باتت العائلات تعيش تجارب جديدة ومختلفة فيما يتعلق بالتفاعل والتواصل بين أفرادها. هذا التحول نحو الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يجلب معه مجموعة معقدة من التأثيرات الإيجابية والسلبية على الحياة العائلية كما نعرفها.

من ناحية، توفر وسائل الاتصال الحديثة قدراً كبيراً من الراحة والفائدة للعائلات. فهي تمكّن الأفراد الذين يعيشون بعيدا عن بعضهم البعض بسبب طبيعة عملهم أو التعليم أو الظروف الأخرى من البقاء على اتصال دائم تقريباً. يمكن للأب الذي يعمل خارج المدينة زيارة طفله يومياً عبر مكالمة فيديو ليلاطفه ويشاركه تفاصيل حياتهما اليومية؛ مما يحافظ بذلك على الروابط العاطفية القوية داخل الأسرة حتى خلال فترات الفراق الطويلة نسبيا. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الأدوات أيضاً في تبادل المعلومات والمعرفة بطرق أكثر سرعة وكفاءة مقارنة بالوسائل التقليدية للتواصل الشفهي والمكتوب.

إلا أنه رغم فوائدها العديدة، فإن هناك تحديات ملحوظة مرتبطة باستخدام التكنولوجيا في المنازل والتي تستدعي اهتمامنا وجدوى حلول فعالة. أحد أكثر المخاوف شيوعاً هو تأثير الوقت الكبير الذي يقضيه الأطفال أمام شاشات الحاسوب والهواتف المحمولة والذي ربما يأتي على حساب نشاطاته الاجتماعية والعقلية الصحية الأخرى. حيث أكدت العديد من الدراسات العلمية وجود علاقة قوية بين زيادة الاستخدام لهذه الوسائط وانخفاض مستوى المهارات الاجتماعية لدى الشباب والشيوخ أيضا. كما تشير دراسة حديثة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية عام ٢۰۲۰ إلى انخفاض مستويات التعاطف وزيادة خطر الشعور بالعزلة عند أولئك الذين يستخدمون الإنترنت لساعات طويلة كل يوم. ومن الجدير بالملاحظة هنا أنّ الجيل الأصغر سنا وبالتالي أقل خبرة بالحياة العملية غالبا مايكون الأكثر عرضة لهكذا تأثيرات مدمرة محتملة للنمو الشخصي والتطور العقلي والصحي النفسي العام لديهم .

ومن ثم ينبغي علينا كمجتمع مسؤول مسؤوليتها تجاه فهم أفضل كيفية إدارة واستثمار تكنولوجيتنا طواعية وليس خاضعين لها لإحداث تحسين شامل لحالتنا العامة وعلى رأس قائمة تلك الأولويات حقائق حقوق الطفل الاسرية والدينية وغيرها الكثير التي نمتلك القدر الكافي منها لكي نمارس دورنا المنشود بإخلاص وإتقان متناهيين ...