التغييرات المناخية: التحديات والفرص الاقتصادية المستقبلية

التعليقات · 1 مشاهدات

في ظل الأزمة البيئية العالمية الناجمة عن تغير المناخ، يبرز موضوع التكيف مع هذه الظاهرة كأحد أهم القضايا التي تواجه العالم اليوم. هذا التحول يتجاوز الح

  • صاحب المنشور: عزيز بن العيد

    ملخص النقاش:
    في ظل الأزمة البيئية العالمية الناجمة عن تغير المناخ، يبرز موضوع التكيف مع هذه الظاهرة كأحد أهم القضايا التي تواجه العالم اليوم. هذا التحول يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية ليصبح قضية اقتصادية رئيسية ذات تأثير مباشر على كل قطاع تقريبًا. إن التعامل الفعال مع تحديات المناخ يشكل فرصة كبيرة للاستثمارات الخضراء وخلق فرص عمل جديدة واستدامة الاقتصاد العالمي.

التحديات الرئيسية للتغير المناخي

  1. تأثيرات الطبيعة: تتسبب حرارة الأرض المتزايدة والأحداث الجوية القاسية مثل الأعاصير والجفاف في خسائر مادية هائلة وأعمال نزوح للناس حول العالم. وفقا لتقرير الأمم المتحدة الأخير بشأن تغيّر المناخ، قد يصل عدد الأشخاص الذين سيحتاجون إلى دعم بسبب الكوارث المرتبطة بالطقس بحلول عام ٢٠٥٠ إلى ١٦٦ مليون شخص إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة.
  1. تراجع الأمن الغذائي: يؤثر انحباس الحرارة أيضًا على إنتاج المحاصيل الزراعية مما يعرض الأمن الغذائي لخطر كبير خاصة بالنسبة للدول الفقيرة والمجتمعات الريفية الأكثر اعتماداً عليها. فقدان الغذاء يمكن أن يقود أيضاً لانعدام الاستقرار السياسي ويؤدي لصراعات داخلية أو حتى بين الدول.
  1. العواقب الصحية: تصاعد معدلات الأمراض المنقولة عبر البعوض والقراد والفطريات بالإضافة للأوبئة المعدية الأخرى نتيجة لتوسيع نطاق موطنها مع ارتفاع درجات الحرارة وبقاء بعض أنواع الطيور والحشرات لفترة أطول خارج مواسم تكاثرهم التقليدية. وهذا يعني زيادة الضغط على الخدمات الصحية العامة وجودتها وتكلفة الرعاية الطبية بشكل كبير.
  1. تقلب الأسواق المالية: أثبتت الدراسات العلمية ارتباط علاقات وثيقة بين عدم الاستقرار الاقتصادي وعدم القدرة على التنبؤ بأحوال الطقس والتكاليف المرتبطة بها والتي تعيق استراتيجيات إدارة المخاطر لدى الشركات والصناديق الاستثمارية والدول نفسها عند تفاقم تلك التأثيرات المباشرة وغير المباشرة بسبب الاحتباس الحراري.

الفرص الاقتصادية الوفيرة أمامنا لهذا العصر الجديد

يتيح الانتقال نحو مجتمع أكثر خضرة أملاً جديداً للإبداع والإنتاج والإصلاح بطرق كانت تبدو مستحيلة سابقاً للمجتمع الدولي بكافة أعرافه السياسية والاقتصادية والعلمية والمعرفية:

  1. نموذج الأعمال الجديدة: تطوير تكنولوجيا الطاقة المتجددة -الفحم الحيوي، طاقة الموجات البحرية، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وما شابه- يسهم بصناعة عشرات الصناعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة المساهمة بخفض الانبعاثات وتعزيز الحفاظ على موارد طبيعية متوفرة محدوداً. كما يدعم ظهور سوق عالمي ناشئ لهذه المنتجات والخدمات لما يفوق قيمته مليارات دولار أمريكي سنوياً حسب توقعات بنك HSBC البريطاني مؤخراً حيث قدر حجم السوق المحتمل بـ٩ ترليون دولار خلال عقد واحد فقط!
  1. إعادة تصميم المدن الذكية: تعتمد مفهوم المدينة الذكية ليس فقط على استخدام وسائل نقل فردية كهربائية وصديقة للبيئة بل أيضا تشمل بناء بيوت ومباني ذكية تساهم بتوفير المياه والإضاءة والاستخدام العملي للموارد الأولية بإدارة فعالة لها وتحقيق ذلك باستخدام بيانات مدروسة لدعم القرارات الفعلانية بصورة مباشرة وغير مباشرة بالتالي تحقيق وفورات مالية أكبر بكثير مقارنة بالأسلوب التقليدي لبناء المبنى الواحد مثلا بعيداً تماما عن المناطق التجارية والسكنية المكتظة السكان حاليا .
  1. استثمارات مبتكرة لتحسين الصحة العامة: تستغل شركات الأدوية الحديثة رؤيتها لأعمال مصممة خصيصا لاستهداف طبقات عمر مختلفة وتغيير نمط حياة الناس عموما وذلك من أجل وقاية البشر ضد مضار تلوث الهواء الذي يعد أحد أهم عوامل الخطورة المؤدية لاحتمالات الإصابة بسرطان الرئة وغيرها العديد من الامراض المزمنة الاخرى . كذلك فإن خلق وسط اجتماعي داعم للسلوك الرياضي والمعيشى الصحى يساعد فى رفع مستوى جودة الحياة الشخصية والنفسيه وهو ماسيسهل الوصول أسرع لحالة صحية أفضل للعاملين فى القطاعات المختلفة والحاضرين ضمن نظام توليد
التعليقات