في تراث اللغة العربية الغني، حظي كلا من الذهب والفضة بمجموعة متنوعة من الأسماء الدالة على جمالهما وطابعهما الخاص. يُعرف الذهب بعدد من المصطلحات المحببة؛ فقد سماه القدماء "النضار" نظرًا لسطوعه وبريقِه، كما أطلقوا عليه مرادفات أخرى تشمل "العسجد"، وهو تعبير شامل يشير إلى قيمة وحسن الذهب بالإضافة إلى باقي الأحجار الكريمة الثمينة. ولم يغفل المؤرخون عربًا وصفّاء الروابط بين هذه المواد القيمة وترابه الأصلي، فأضافوا إليها الاسم الموسوعي "السمالة". وفي السياق نفسه، أخذ فقهاء الإسلام مجالسة نادرتهم لتحديد خصائص العملات المعدنية، فرأى البعض منهم شمولية الرقة للإشارة لكل أصناف الذهب فضلاً عن الفضة بما فيها تلك التي لم تخضع للسحب والنحت وفق آرائهم الدقيقة المنبثقة عن خبْرهُم الواسع بالقضايا التفصيلية المتعلقة بالنظام الاقتصادي آنذاك. أما بالنسبة للفَضَّة تحديديا فتردّد حول الرمز الأكثر استخداماً لها خلال الحقبات المختلفة إن كانت رقة -على حسب رأيه- أم أنها تطلق حصراً علَيْ المشغول منه؟ إلا أنّ الاتفاق النهائي تكهن بشأن موقف أبي العباس الزهري القائل بأن الرقة قد ترجع لرُؤوس السبائك ذات الأصل الخام. وفي المقابل فإن اصطلاح تجريد الشوائب عنه وإزالة طبقات الترسبات يعرف بحرفية أكثر بكلمة 'التبر'.
وبذلك يحضر أمام العين مشهد ابداعي واسع الانتشار منذ القدم، حيث برزت الحاجة الملحة لاستخراج هذين العنصرين واستخلاصهما ضمن محاولة لإنتاج أجمل التصميمات وأروع الأعمال اليدوية المنقوش عليها نقشات جميلة للغاية مستحدثة بطرق مبتكرة ومتنوعة وصلابة عالية جداً. وقد جاء ذلك انطلاقاً مما تتمتع به عناصر التركيب الداخلية لذلك النوع الفرعي المستقر سرعان ما امتزجت بروعة المظهر الخارجي له ليقدم لنا نتائج خرافية تدمج جماليات الفن مع فوائد عظيمة لدفع عجلة الحياة اليومية للأمم والحضارة الإنسانية متكئة بذلك على أساسيات اقتصادها وآليات تدوير ثروتها بشكل مدروس وشيق مثيراً للحس الجمالي لدى كافة أصحاب النفوذ والثقل داخل المجتمعات البشرية. فعلى سبيل المثال وليس الحصر عرف المصريون القدماء كيف يستغلون قوة ودور الذهب كتذكارات خاصة لهم وللعبارات الاعتقادية المتداولة وسط أفكار غامضة غلفتها ثقافة الماضي المرتبطة بالحياة الآخرة. وليست مجرد أعمال دينية محضة بل هناك منحوتات صغيرة متناهية الدقة تستعرض فن صناعة أدوات الطعام والشرب التقليدية المستخدمة يومياً. وبالتالي فهو رمز احتفاظ جياد بالموارد وثرواتها النادرة إضافة لما تحمله قطعه الصغيرة من طاقات طولاية قابلة للاستثمار والاستثمار فيما يفوق توقعات الكمية المثالية المفترضة! وعلى خط مواز شاهد أبناء حضارتنا الغربية ظهور تقنيات جديدة تؤدي دور مشابه تمام الانطباع والتقارب في إنتاج قطع نقدية مصنوعة باستخدام إمكانيات النخب السياسية الحاكمة بغرض زيادة تأثير الحكومات المركزية وترسيخ الشعور الوطني الجامع للشعب تحت مظلة ملك واحد مهيمن. وهكذا انتقلنا عبر مساحة كبيرة جدًا من الوقت لنكتشف مدى توافق وجهتي النظر عند الحديث عن أهميتهما بالنسبة حال كون وحدة واحدة مشتركة مصدر رزق رئيس لنسبة هائلة من السكان يعمل لتحقيق مطالب العيش الكريم ويتمنى الحصول المزيد منها قدر الطاقة والدعم اللازمة لكل طرف مشار إليه سابق ذكر شأنها شأن بيئاته البيولوجية الخاصة بنمو وتكاثر مواردها جنباً إلى جنب تناغم وجودها بجوار مخزونات نظائر بعضها الآخر المغذاة نفسها أيضاً بواسطة عمليات تغييرات حرارية وعناصر مادية مختلفة ظاهرة وغير مرئية للحواس الطبيعية للعائن البشري لكنها تحمل رسالة مهمّة مفادها ضرورة ارتباط حياتنا اليومية بكل جوانب الظاهرات الطبيعية وما يستحصل منها كمصدر نهائي قابل للنفاذ بلا رجعة لذا بدأت الدول قاطبة إيلاء اهتمام خاص لحماية وكيفية إدارة تلك الأموال الضخمة الموجودة لديها لمنع الهدر المفرط مقابل ضمان عدم اقتراض الكثير ممن هم خارج حدود حدود سيادته الوطنية واحتلال تلك المناطق بغرض التشغيل النافع الصالح للجنس الإنسان بالسكون الهادء المنتشر عالميا دون السماح بإحداث نزاعات مزمنة نتيجة التدخل الاجنبي المعتدى.