• صاحب المنشور: عبد الفتاح بن شعبان
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد الطلب على التعليم العالي حول العالم، تواجه الجامعات العربية العديد من التحديات التي تهدد مستقبلها. هذه الأزمات ليست محصورة بمكان معين أو فترة زمنية، بل هي ظاهرة عالمية تتطلب حلولاً شاملة ومستدامة.

قضايا الحضور والتفاعل عبر الإنترنت

تتنازع فكرة "التعليم الرقمي" مكانها وسط الجدل الدائر بين الداعمين لها والمحتجين ضدها. بينما يرى البعض أنها يمكن أن توفر فرصًا أكبر للتعلم المفتوح والوصول إلى المعلومات بغض النظر عن الموقع الجغرافي، فإن آخرين ينتقدون محدوديتها وتأثيرها السلبي المحتمل على الروابط الاجتماعية والثقة داخل القاعة الدراسية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة المحتوى الإلكتروني غالبًا ما تكون غير موثوق بها بسبب انتشار المواد الرخيصة وغير المدروسة علمياً والتي قد تضر بتحصيل الطلاب الأكاديمي بدلاً من مساعدتهم فيه.

الضغط الهائل لإعداد الخريجين لسوق العمل المتغير باستمرار

يتعين على جامعات اليوم تعديل المناهج لتلبية احتياجات سوق عمل يتطور بوتيرة متسارعة نتيجة للتقدم التكنولوجي والعولمة. هذا يعني إعادة تصميم البرامج لجعلها أكثر تركيزًا على المهارات العملية مثل حل المشكلات والإبداع واتخاذ القرار - وهي مهارات تعتبر حيوية في الاقتصاد الحديث ولكن يصعب تعليمها ضمن نظام دراسي تقليدي طويل الأمد يركز عادةً على المعرفة النظرية المجردة.

التحديات المالية والحوكمة الداخلية

تمثل شح الموارد وزيادة تكلفة التشغيل مشكلة كبيرة لدى معظم المؤسسات التعليمية عالية المستوى. وهذا يؤثر بشدة على قدرتها على جذب كبار الأساتذة واستقطاب الأفكار الرائدة وإجراء البحوث الحديثة. علاوة على ذلك، هناك نقص واضح في الشفافية والمساءلة فيما يتعلق بكيفية استخدام الأموال وعائد الاستثمار منها مما أدى إلى حالة عامة من عدم الثقة بين مختلف أصحاب المصلحة بما فيهم طلاب وباحثون وخريجون سابقون وجهات مانحة وشركاء خارجيون.

الحلول المقترحة

1. دمج وسائل التعلم الافتراضية بنظام التدريس التقليدي: بإمكان الهجينة هذان النهجان تحقيق أفضل ما في كل منهما: المرونة والديمقراطية للمدارس المفتوحة جنبا الى جانب الإيجابيات الأخرى لنظم الفصل المغلق المحكوم بقوانين أكاديميه ثابتة منذ قرون مضوا .كما أنه يساعد ايضا فى الحد من ارتفاع معدلات الامتناع عن حضور الفصول الدراسية حيث اصبح الانترنت جزء رئيسي يومي لكل شخص تقريبيا .
2. تنفيذ برامج تدريب موازية تؤكد على تطوير القدرات العملية: إن التركيز على الجانب العملي أثناء وجود الطلبة بالجامعات سيؤهل خريجيها لمواجهة واقع السوق الحالي الذي يسعى دائما نحو الكفاءات ذوي المؤهلات التطبيقيه الطالبة للعناصر الغير قابله للنقل والمعارف المكتسبة خلال الفترة الطويلة نسبيا بالمراحل التحضيريه قبل دخول مرحلة الجامعه ذاتها .
3. تحسين إدارة الموارد الحكومية العامة :بالاضافة للاستراتيجيات التسويقية النافعة لجذب المنح الخاصة ،يمكن للحكومة زيادة المساهمات المالية لهذه القطاعات الحيوية وتشديد العقوبات القانونية بحق اعضاء الاداره اللذين تثبت مخالفات فساد ضدهم وذلك وفق خطط شموليه واضحه وشفافية مطلوبه تجاه المواطنين عامة وطالب العلم بخاصة .

هذه مجرد أمثلة قليلة لحلول محتملة لأكثر قضيتن شيوعا هما بمثابة مصدر للإزعاج وللتوتر بين مؤيدي ومعارضينا لهذا النوع الجديد من الصناعات الخدمية المرتبط برعاية الشباب وتعليمهم بعد سن الخامسه عشر عاما .