تحليل آثار التغير المناخي على الزراعة العربية: تحديات وممكنات للتنمية المستدامة

التعليقات · 0 مشاهدات

في العقد الأخير, شهد العالم تغيرات كبيرة وملحوظة في أنماط الطقس العالمية، وقد أثرت هذه التقلبات الجوية الواضحة بشكل كبير على القطاع الزراعي الذي يشكل

  • صاحب المنشور: عنود المدني

    ملخص النقاش:
    في العقد الأخير, شهد العالم تغيرات كبيرة وملحوظة في أنماط الطقس العالمية، وقد أثرت هذه التقلبات الجوية الواضحة بشكل كبير على القطاع الزراعي الذي يشكل عصب الاقتصاد العربي. تعد الزراعة العمود الفقري للاقتصاد في العديد من الدول العربية حيث تساهم بنسبة عالية من الدخل القومي وتوفر فرص العمل للملايين. ولذلك فإن تأثير تغير المناخ عليها له تداعيات اقتصادية واجتماعية عميقة.

التحديات الرئيسة

  1. زيادة درجات الحرارة: يؤدي ارتفاع حرارة الأرض إلى زيادة معدلات تبخر المياه مما يترتب عليه ندرةٍ في مواردها. كما أنه يتسبب بتأثيرات ضارة مباشرة على المحاصيل مثل الإجهاد الحراري والذي يمكن أن يقضي بالكامل على بعض الأنواع النباتية المهددة أصلاً بسبب تقلّب الظروف المناخية الأخرى. بالإضافة لذلك، تتسبب درجات الحرارة المرتفعة أيضًا بتقليل جودة التربة وعملية تحلل المواد العضوية بها وبالتالي تقليل خصوبتها.
  1. تقلبات الأمطار: يعد عدم الانتظام الموسمي للأمطار أحد أهم النتائج غير المتوقعة لتغير المناخ والتي تؤثر بشدة على إنتاج المحاصيل الغذائية الأساسية كالقمح والشعير والذرة الصفراء والبقول وغيرها الكثير. فإما نقص شديد للمياه خلال موسم الري أو أمطار غزيرة جدًا أثناء مراحل معينة ضرورية لنمو النبات قد تعيق عملية جمع الغلال والحفاظ عليها بحالة جيدة قبل تصديرها واستعمالها محلياً كذلك.
  1. **انتشار آفات جديدة*: وفقًا لدراسة أجرتها مركز أبحاث البيئة والاستدامة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عام ٢٠٢٠ فقد أدى الاحتباس الحراري العالمي إلى ظهور أنواع متعددة ومتنوعة من الآفات والأمراض التي لم تكن موجودة سابقاً وكانت لها عواقب كارثية على مختلف الأصناف المعروضة للبيع والتداولة بين التجار والمستهلكين على حد سواء. ويُخشى أن تستمر ظاهرة انتشار تلك الأفات إذا استمرت مستويات ثاني أكسيد الكربون مرتفعة بهذا الشكل المخيف الحالي.
  1. انخفاض كميات المنتوج: ليس هناك شك بأن انحسار مساحات الأراضي الصالحة للزراعة وانخفاض محصول كل هكتار منها ستكون نتائجه وخيمة للغاية بالنسبة للدول ذات القدرة المنخفضة بالفعل لاستيعاب أي طارئ غذائي محتمل نتيجة لتغيرات خارجية كالذي يحدث الآن فيما يسميه الخبراء "الوَيْرَاثِيَّة الْمَنَاخِّيِّة". وهذه الحالة هي الأكثر خطورة نظراً لما تسببه حالياً من تشريد اجتماعي واقتصادي واسع المدى خاصة داخل الأحياء النائية والدول الفقيرة المضطربة سياسيا حيث يلعب غذاء المواطن دور الوظيفة الاجتماعية المركزية الوحيدة المحتملة ضمن المجتمع الرعاوي البدوي التقليدي!

ممكنات الاستدامة

على الرغم من هول المشكلة إلا انه يوجد حلول قابلة للتطبيق لتحسين الوضع الراهن وتحقيق الاكتفاء الذاتي والعيش بكرامة عبر التركيز على ثلاثة نقاط رئيسية وهي:

  1. استخدام تكنولوجيا ذكية: تعتبر الابتكارات الحديثة مجال زراعة مغلقا معتمدا على مواد مشروطة بيئيًا أكثر فعالية بكثير مقارنة باستغلال المساحة المفتوحة المكشوفة للعوامل الطبيعية الجوية السلبية المؤثره مباشرة بالمزارعين والصناعة الفلاحية عموما. يمكن لهذه الثورة الرقمية الجديدة تطوير البنية التحتيّة الزراعية وتعزيز جهود الأمن الغذائي لديهم بدون الاعتماد بشكل كامل علي عوامل خارج سيطرتهم المباشرة وعلى رأسها ظاهرة التصحر والجفاف واتجاهات التعرض لانقلاب مواسم الامطار السنوية نحو الانكماش التدريجي .

2.التنويع والإصلاح التشريعي ": ينصح خبراء السياسة العامة باتخاذ إجراءات تنظيمية قانوينة

التعليقات