تُعتبر مفاهيم الجمال ظاهرة عالمية تتجذر بعمق في الأنسجة الاجتماعية والثقافية لجميع المجتمعات عبر الزمن. رغم تنوعها الواضح بين مختلف البلدان والمجموعات العرقية, هناك بعض القواسم المشتركة التي يمكن رصدها فيما يتعلق بما يراه الرجل جذاباً في الشريك المحتمل له.
في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, غالبًا ما يُقدر الذكور الخصائص التقليدية للجمال مثل البشرة الفاتحة والعينين الكبيرتين والشعر الطويل. هذه المعايير مستمدة تاريخياً من الأدب العربي القديم والحالي, وكذلك التأثيرات الإسلامية التي تؤكد على الاعتدال والتوازن كجزء أساسي من الجمال.
وفي أوروبا, قد تشمل معايير الجمال طول الشعر والأكتاف العريضة والقوة البدنية. هذا النمط يعكس بشكل كبير ثقافة الفيكتورية وأصول الرياضيين الرومانيين الذين كانوا محل تقدير شديد بسبب قوتهم ومعرفتهم بالقتال.
بالانتقال إلى آسيا, نجد اختلافات كبيرة بناءً على البلد. في اليابان مثلاً, يتم التركيز أكثر على بشرة شفافة ونظيفة بدون عيوب واضحة. بينما في كوريا الجنوبية, يميل الرجال لما يعرف باسم "الكيمتشي فلو" وهو مظهر يشمل ملامح وجه حادة ومحددة ومزاج مرح وصحي ولياقة بدنية جيدة.
على الجانب الآخر من العالم, في أمريكا الشمالية والجنوبية, تميل الرؤية إلى التفضيلات الشخصانية أكثر منها رسمية أو محددة بواسطة الثقافة. هنا, يلعب الثقة بالنفس والصحة العامة دورا هاما بالإضافة للمعايير التقليدية للجسم المثالي والذي يعتمد عادة على اللياقة البدنية وقوام الجسم المتناسق.
بشكل عام, يبدو واضحا أن مفاهيم الجمال ليست ثابتة ولا ثابتة جغرافياً. إنها تعكس مجموعة واسعة ومتغيرة باستمرار من الاتجاهات والمعتقدات الشخصية والتي تعتمد كثيرا على السياقات التاريخية والجغرافية والدينية والثقافية لكل مجتمع. ومن المهم دائماً احترام وفهم الاختلاف وعدم فرض نموذج واحد للجمال باعتباره المعيار العالمي الوحيد.