اصفرار الجلد، المعروف أيضاً باسم الجدارة الصفراء، يمكن أن يكون مؤشراً على مجموعة متنوعة من الحالات الصحية. هذه الظاهرة تحدث عندما يصبح لون الجلد أصفر بسبب تراكم البيليروبين - وهو مادة ناتجة عن انهيار خلايا الدم الحمراء - في الأنسجة تحت سطح الجلد. هناك عدة أسباب محتملة وراء ظهور هذا اللون غير الطبيعي للجلد.
أحد أكثر الأسباب شيوعاً هو فشل الكبد أو أمراض الكبد الأخرى مثل التهاب الكبد الفيروسي أو cirrhosis. يقوم الكبد عادة بتصفية البيليروبين قبل إخراجه مع الفضلات. لكن عند عدم قدرته على القيام بذلك بشكل صحيح، قد يتجمع البيليروبين في مجرى الدم ثم يدخل إلى النسيج الدهني للجلد مما يسبب الصفرة.
الأمراض الوراثية التي تؤثر على عملية تصفية البيليروبين في الجسم أيضا قد تساهم في اصفرار الجلد. أحد الأمثلة الشهيرة هي مرض غيلبرت، وهو حالة وراثية يتم فيها إنتاج الكثير من البيليروبين وتجميعه في الدم وبالتالي ينتشر عبر جميع أنحاء الجسم بما فيه الجلد.
بالإضافة إلى ذلك، بعض أنواع الأدوية والعلاجات الطبية قد تتداخل مع وظيفة الكبد وتؤدي إلى زيادة مستويات البيليروبين. كذلك، مشاكل الأنابيب الصفراوية داخل الجسم والتي تسمى Cholestasis يمكن أن تعوق تدفق العصارة الصفراوية، مما يؤدي إلى تراكم البيليروبين في الجسم وظهور علاماته الظاهرية بما فيها تغير لون البشرة.
في النهاية، إذا لاحظتِ تغيرات ملحوظة في لون بشرتك، خاصةً حول العينين أو الجزء السفلي من الرأس (الشفاه والجذع)، يجب عليك زيارة الطبيب لإجراء التشخيص المناسب واتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على الصحة العامة لك.
