بعد فترة الحمل والإنجاب، قد تواجه العديد من النساء حالة تعرف بنقص الوزن. هذه الحالة ليست مجرد انخفاض مؤقت في الرقم الموجود على الميزان، بل يمكن أن تكون نتيجة لمجموعة معقدة من العوامل البيولوجية والنفسية. هذا الانخفاض في الوزن ليس أمرًا غير عادي، خاصة خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد ولادة الطفل. جسم المرأة يمر بتغييرات هائلة أثناء الحمل وبعدها، بما في ذلك تباطؤ عملية الأيض الطبيعية وأحياناً فقدان كمية كبيرة من الدم خلال الولادة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة المستمرة للرضاعة الطبيعية يمكن أن تؤدي أيضاً إلى خفض كبير في الوزن بشكل طبيعي.
ومع ذلك، فإن بعض السيدات يعانين من مشاكل صحية أكثر خطورة مرتبطة بهذا النقص في الوزن. واحدة من هذه المشكلات هي فقر الدم الشديد بسبب فقدان الدم خلال الولادة. هذا الفقر في الدم يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق طوال اليوم، مما يجعل القيام بأنشطة الحياة اليومية مثل الاعتناء بالطفل حديث الولادة تحدياً كبيراً. كما أنه قد يحدث اختلال هرموني نتيجة لتغير مستويات الهرمونات التي كانت موجودة اثناء الحمل. هذا التحول الهرموني قد يشعر الأمهات الجدد بالإحباط والعصبية وقد يساهم أيضا في زيادة خطر الاكتئاب ما بعد الولادة.
من الضروري جداً التواصل مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كنت تشعرين بأي أعراض غير طبيعية تتعلق بنقص وزنك بعد الولادة. هناك علاجات متاحة لكلٍّ من اضطرابات النوم الناجمة عن الإجهاد العقلي والجسدي، وكذلك لفقر الدم الناجم عن خسارة دم الحمل والولادة. الدعم النفسي والمشاركة الاجتماعية مهمتان للغاية بالنسبة للأمهات الصغيرات للتكيف مع حياتهن الجديدة وتوفير الراحة النفسية اللازمة لهن.
في النهاية، إن رحلة تعافي الجسم بعد الولادة تحتاج إلى وقت وهدوء واهتمام ذاتي ودعم خارجي قوي. استخدام نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة نشاط بدني معتدل -كما يسمح بذلك حالتك الصحية- سيكون جزءا أساسيا منهيئة التأكد من حصولك على جميع الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحتك وصحة طفلك أيضًا.