تأثير التكنولوجيا على الصحة العقلية: الوجه الآخر للعصر الرقمي

التعليقات · 2 مشاهدات

في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات هائلة مدفوعة بالتطورات التكنولوجية. ولكن بينما نحتفل بتقدمنا ​​التقني، فإن هناك جنبا إلى جنب مع هذه المكاسب تظهر

  • صاحب المنشور: سالم بن شقرون

    ملخص النقاش:
    في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات هائلة مدفوعة بالتطورات التكنولوجية. ولكن بينما نحتفل بتقدمنا ​​التقني، فإن هناك جنبا إلى جنب مع هذه المكاسب تظهر بعض المخاطر غير المرئية والتي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحتنا النفسية. هذا الواقع لم يعد مجرد تخمين؛ بل هو حقيقة مستندة على دراسات علمية متعددة.

أولى الآثار الأكثر شيوعاً هي "الإدمان". حيث أصبح العديد من الأشخاص يعتمدون بشدة على الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، مما يؤدي إلى حالة شبيهة بالإدمان المعروف باسم إدمان الإنترنت أو إدمان الهاتف الجوال. هذا الإدمان ليس له تأثير سلبي فقط على ساعات النوم والإنتاجية اليومية، ولكنه أيضا قد يساهم في زيادة القلق والاكتئاب. حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2018، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بانخفاض تقدير الذات ومستويات أعلى من الوحدة.

بالإضافة إلى ذلك، نشأت ظاهرة جديدة تُعرف بـ"الرقمية ديجيتال ديسوريا"، وهي شعور بعدم الراحة الناجم عن فقدان الاتصال بالواقع بسبب الاعتماد الكبير على التقنيات الرقمية. الأعراض تشمل الخوف من فوات الفُرَص الاجتماعية عبر الإنترنت، والشعور بالانزعاج عند عدم القدرة على الوصول إلى البيانات الشخصية عبر الهاتف المحمول وغيرها الكثير.

في الجانب الآخر، أدت التحولات التكنولوجية أيضاً إلى ظهور فرص للتواصل والتفاعل الاجتماعي الذي كان مستحيلا سابقا. لكن، كما يقول المثل القديم: كل شيء بحاجة إلى توازن. إن الاستخدام الزائد لهذه الأدوات يمكن أن يحجب التجارب الحقيقية والتفاعلات الإنسانية المباشرة التي تعتبر ضرورية لصحتنا العقلية.

ختاما، يبدو واضحا بأن التكنولوجيا لها جوانب جيدة وأخرى سيئة فيما يتعلق بصحتنا العقلية. الأمر يتطلب فهما عميقا لكيفية التعامل مع تلك الأدوات بطريقة صحية، والتي تتضمن تحديد حدود لاستعمالها وتخصيص وقت كافي للأنشطة الأخرى البعيدة عن الشاشات للحفاظ على رفاهيتنا العامة.

التعليقات