- صاحب المنشور: أيوب الجزائري
ملخص النقاش:
في العصر الحديث الذي تتميز فيه بالتطور التكنولوجي المتسارع، لم يعد بإمكاننا تجاهل الدور المحوري لتطبيقات التقنية في القطاع التعليمي. هذه الثورة الرقمية قد رفعت مستوى الفعالية والإبداع في التعلم بطرق مختلفة ومبتكرة، بدءًا من الأدوات الإلكترونية حتى الواقع الافتراضي. يتناول هذا المقال كيف يمكن للتكنولوجيا أن توفر فرصاً جديدة للتعليم وكيف تواجه أيضاً تحديات فريدة تحتاج إلى معالجة عاجلة.
أولاً، أتاحت لنا التكنولوجيا الوصول إلى كم هائل من المعلومات والمصادر الدراسية عبر الإنترنت. البرامج التعليمية المجانية، الكتب الإلكترونية، والأدوات القائمة على الذكاء الصناعي مثل Tutor.com أو Quizlet، كلها أمثلة على كيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين جودة التعليم وتوسيع نطاق الوصول إليه. بالإضافة إلى ذلك، تتيح أدوات التواصل الحديثة مثل Zoom وبلاكسبوارد (Blackboard) للمدرسين التواصل مباشرة مع طلابهم بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، مما يفتح الأبواب أمام تعليم أكثر شمولية وإمكانية الحصول عليه.
بالرغم من هذه الفوائد الواضحة، إلا أن هناك جانب مظلم لهذه الصورة الرومانسية للتقنية في التعليم. أحد أكبر المخاوف هو الاعتماد الزائد عليها والذي قد يؤدي إلى فقدان المهارات الإنسانية الأساسية كالكتابة اليدوية والتفاعلات الاجتماعية الشخصية. كما أنه بدون تنظيم مناسب، يمكن للتكنولوجيا أيضًا أن تشكل مخاطر حقيقية فيما يتعلق بالخصوصية وأمن البيانات الطلابية. علاوة على ذلك، فإن عدم المساواة الرقمية بين المناطق المختلفة حول العالم يبقى عقبة رئيسية أمام تحقيق العدالة والمساواة في مجال التعليم. حسب تقرير صدر مؤخراً من الأمم المتحدة، حوالي 32% من سكان العالم ليس لديهم أي شكل من أشكال الاتصال بالإنترنت. وهذا يعني أن نسبة كبيرة من السكان محرومون من فوائد التعليم الرقمي.
وفي النهاية، يبدو واضحاً أن مستقبل التعليم يكمن ضمن اندماج العمليتين التعليميتين التقليدية والdigitale. بينما تمتلك التكنولوجيا القدرة على تحويل طريقة تقديم المعرفة واستقبالها، فهي بحاجة أيضا لإطار عمل يتضمن قواعد أخلاقية وقوانين لحماية خصوصية الأطفال والمراهقين الذين يستخدمون هذه الأدوات اليوميَّة ويستفيدون منها فائدة غير مسبوقة لسنتهم تلك السن المبكرة جدًا والتي تعتبر أساس بناء شخصية الإنسان وتمهيدا لعمر الشباب وما بعده إن شاء الله تعالى وهو نعم المولى ونعم النصير له سبحانه .