أزمة المناخ والجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ

التعليقات · 1 مشاهدات

لقد أصبح تأثير تغير المناخ ظاهرة عالمية ملحوظة لها عواقب وخيمة على البيئة والكوكب بأكمله. رغم الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي للحد من انبعاث الغ

  • صاحب المنشور: سراج الدرقاوي

    ملخص النقاش:
    لقد أصبح تأثير تغير المناخ ظاهرة عالمية ملحوظة لها عواقب وخيمة على البيئة والكوكب بأكمله. رغم الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي للحد من انبعاث الغازات الدفيئة والتعامل مع تداعيات التغير المناخي، فإن تحديات كبيرة لا تزال قائمة. هذا المقال يستكشف الأسباب الكامنة خلف هذه المشكلة العالمية، ويعرض بعض الحلول المقترحة والمبادرات التي اتخذها مختلف الدول والجهات الفاعلة الأخرى للمعالجة.

أسباب أزمة المناخ:

يعتبر حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. بحسب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، تساهم الصناعات البترولية بنسبة تصل إلى أكثر من 35% من الانبعاثات العالمية. بالإضافة لذلك، تلعب النشاط الزراعي دوراً هاماً حيث يساهم قطاع الرعي واستخدام الأراضي للنباتات الغذائية بصورة مباشرة وغير مباشرة في ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون. كما يؤدي تشجير الغابات وتقطع الأشجار أيضًا لإحداث تغيير كبير في توازن النظام البيئي نتيجة لتراجع قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

استراتيجيات التكيف والتخفيف:

إن التصدي لأزمة المناخ يتضمن نهجين رئيسيين: الاستعداد للتغيرات المرتبطة بالمناخ والتي لا يمكن منعها - وهي عملية تعرف باسم "التكيّف"، ومحاولة الحد من تفاقم الوضع باتخاذ إجراءات فعالة لخفض مستوى العوامل المساهمة فيه – وهو ما يسمى بـ"التخفيف". تتضمن خطوات التخفيف الانتقال نحو الطاقة المتجددة كمصادر طاقة نظيفة، تعزيز استخدام وسائل النقل العام الكهربائية والدراجات الهوائية، تطوير التقنيات الخضراء وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، فضلا عن زيادة التوعية العامة حول أهمية الحفاظ على موارد الأرض. ومن جانب آخر، يشمل تخفيف آثار تغيرات المناخ إعادة بناء البنى التحتية بطريقة مقاومة للأعاصير والأحوال الجوية القاسية الأخرى الناجمة عنها، وضع خطط وإجراءات الطوارئ لحالات الفيضانات والجفاف المحتملة.

جهود الأمم المتحدة والحكومات الوطنية:

تمثل اتفاق باريس الذي تم توقيعه عام 2015 جزءاً أساسياً مما يعرف بمجموعة الاتفاقيات الشاملة بشأن تغير المناخ والتي بدأت منذ مؤتمر ريو دي جانيرو سنة 1992. هدف هذه الاتفاقيات هو العمل على خفض متوسط درجة الحرارة العالمية حتى دون الارتفاع الواحد فوق معدلات درجات الحرارة قبل الثورة الصناعية. وقد حددت العديد من البلدان اهدافا محددة لنفسها ضمن مسار تحقيق هذا الهدف العالمي. مثلاً، تستهدف المملكة المتحدة الوصول لصفر انبعاثات كربونية بحلول عام ٢٠٥٠ بينما تخطط الصين للاستثمار بقوة في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول نفس التاريخ أيضاً. وفي أوروبا, نفذت الاتحاد الأوروبي سياسة تسمى "تحويل الأخضر لديه" بهدف جعل نفسه حيادي الكربون خلال ثلاثين عاما مقبلة عبر التركيز الأساسي على تحسين إدارة الطاقة وبناء اقتصاد دائري قائم على الاقتصاد الأخضر.

دور القطاع الخاص:

يتجاوز دور الحكومة في مكافحة الاحتباس الحراري ليضم أيضا شركات القطاع الخاص والشركات الصغيرة المتعددة الجنسيات والشركات المحلية الصغرى متناهية الصغر كذلك. تعتبر الممارسات المستدامة والمعايير البيئية الآن أمراً مغايراً تماماً لما كان عليه الأمر سابقا؛ فالشركة التي تعمل وفق هذه السياسات تجذب المزيد من العملاء الذين يفضلون المنتجات المصنوعة بطرق صديقة للبيئة أو الخدمات المقدمة بعناية بيئية عالية. ويمكن رؤية ذلك بشكل

التعليقات