- صاحب المنشور: عياش السمان
ملخص النقاش:
نقاش تفصيلي:
يترأس المحادثات مشروع بحثي موسَّع قدمه الدكتور عياش السمان تحت عنوان "الأمل في الحراك الثقافي: منظور حديث". يستعرض الباحث رؤيته الثاقبة حول الخطوط الحمراء اللازمة للحفاظ على الهوية الثقافية والدينية أثناء استيعاب العصر الحديث. يشدد النقاش على ضرورة توخي الرِّباطَة عند تحديد ما ينبغي الاحتفاظ به وما يمكن تغييره ليتماشى مع تحديات العصر الجديد، مع التأكيد على إبقاء جوهر الهوية الثقافية والمبادئ الأخلاقية الأصلية قائمة. كما يُؤكد المؤلف أيضًا على أهمية البحث الذاتي واستيعاب المجتمعات المختلفة، مدعياً أنها الطريق الأمثل لبناء نهضة جديدة تعكس التزاماتها الدينية وتلتقط أفضل جوانب تقاليدها الغنية.
وتبدأ المناظرة بمشاركة هديل الدكالي، والتي تثني على مقترحات السمان، مفيدة أنه يؤكد بحرفية التنقل الصعب بين الولاء للقيم الثقافية والحاجة للاستنارة بعناصر عالمية. ويُشير مساهمها إلى اشتراط وجود غطاء روحي قوي للاستعداد لمواجهة مصاعب الواقع المتغير بأفضل طريقة ممكنة. ثم ينضم بلال العسيري إلى المحادثة، حيث يتساءل حول احتمالية الوقوع ضحية لرهاب تجديد الفكرة القديمة. يقترح العسيري منح الأولوية للإبداع والإبتكار عوضًا عن الانغماس المطرد في حفظ الذكريات المؤرخية. وفي معرض جوابه، يعلو صوت الطيب التونسي ليورد اعتراضاته على اقتراحات العسيري. وهو يوافق بأنه لا يوجد تنافر منطقي بين الإشاراة إلى الخلف والحلول المقترحة للأمام. بل إنه يتوكَّأ بالنظر إلى التجربة الناجحة للدولة المغربية خلال فترة ازدهارها، إذ أدخلوا تطورات جديدة وسط بيئة تقديس الماضي، ولم يكن ذلك على حساب الخصوصيات الوطنية ولا حتى غياب الابتكار والتطور. ويتفق كمال الدين بن بركة لاحقا مع فكرة الطيب التونسي، موضحا أن مفتاح نجاح هذه المساعي يكمن في قدرتها على تصريف الأفكار الأصلية بكفاءة عالية بالإضافة لما سبقه من نماذج فذة عبر التاريخ. وينهي الجميع كلامهم مشتركين على أن المهمة النهائية تتمثل في جمع خصائص كافة مراحل الزمن وخلق حالة توافق طبيعية تسمح للعالم الاسلامي بالمضي باتجاهمستقبله بثقة واقتدار.