استخدام الجاكوزي البارد، المعروف أيضًا باسم "البردانية" أو "الغمر البارد"، أصبح أكثر شيوعًا باعتباره تقنية علاجية يمكنها تقديم مجموعة متنوعة من الفوائد للصحة العامة. هذه الطريقة تتضمن غمس الجسم في الماء البارد بعد النشاط البدني أو كجزء من الروتين اليومي. دعونا نستعرض بعض الأبحاث والأدلة حول كيفية مساهمة هذا النوع من العلاجات في الصحة العامة.
أولاً، يعد الغمر البارد أحد الوسائل الفعالة لتقليل الالتهاب والتعب العضلي. عند ممارسة الرياضة الشاقة، ينتج جسمك حمض اللاكتيك - وهو ما يسبب الألم والإرهاق بعد التدريب. وفقًا لدراسات عديدة، فإن التعرض لدرجات حرارة باردة يعزز دورة دموية سريعة تعيد إمداد العضلات بالأكسجين والمواد المغذية وتساعد في طرد حمض اللاكتيك. وهذا بدوره يؤدي إلى تخفيف آلام العضلات وزيادة سرعة الانتعاش.
ثانياً، قد يساعد استخدام الجاكوزي البارد أيضاً في تحسين وظائف الجهاز المناعي. دراسة نشرت عام 2018 وجدت أن التعرض المتكرر للأحواض الباردة قلل بشكل ملحوظ من مستويات بروتينات الإلتهاب في الدم لدى الرجال الذين خضعوا لإجهاد جسدي مكثف. بالإضافة إلى ذلك، يشير بحث آخر إلى دور محتمل لهذه التقنية في تنظيم هرمون الكورتيزول المرتبط بالإجهاد، مما قد يحسن الحالة النفسية والعقلية للمستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى فوائد نفسية واجتماعية للاستحمام بالماء البارد. الكثير من الأشخاص يسعدون بتحدي الطبيعة البشرية الطبيعية للحفاظ على الدفء ويجدون الشعور بالرضا والاسترخاء بعد التجربة. كما أن تبادل تجارب المرء مع الآخرين يمكن أن يعزز مشاعر الوحدة الاجتماعية والانتماء لمجموعة مشتركة من الأفراد المهتمين بصحتها وتنميتها الشخصية.
في النهاية، رغم وجود بعض المخاطر المحتملة مرتبطة باستخدام الأحواض الباردة مثل انخفاض درجة الحرارة وتغيرات القلب، إلا أنه عندما يتم تنفيذها بشكل صحيح تحت الرعاية الطبية المحترفة، تعتبر طريقة فعالة وممتعة لتحقيق حالة أفضل صحياً وعقلانيًا. لذلك، إذا كنت تفكر في إضافة حمام بارد إلى روتينك الصحي اليومي، استشر دائمًا طبيبك أولاً للتأكد من أنها تناسب حالتك الصحية الخاصة بك.
