بعد سنوات عديدة من الاستخدام واسع النطاق كصبغة طبيعية للشعر، بدأت بعض الدراسات الحديثة في تسليط الضوء على المخاطر الصحية المرتبطة بالحناء عند استخدامها بشكل غير صحيح أو مع مكونات إضافية ضارة. في حين أنها قد توفر فوائد جمالية للعديد من الأشخاص، إلا أنه من المهم فهم الآثار الجانبية المحتملة قبل البدء في عملية الصبغ باستخدام الحناء.
- التفاعلات الجلدية التحسسية: يعد رد الفعل التحسسي أحد أكثر العواقب شيوعاً لاستخدام الحناء. يمكن أن يؤدي إلى تهيج واحمرار وحكة وحالات جلدية حادة مثل الأكزيما التلامسية. يرتبط هذا عادةً بمكون "Lawsonia inermis"، وهو المستخلص الرئيسي للحناء والذي يستخدم لصبغ الشعر والأظافر أيضًا.
- تلف البروتينات الطبيعية بالشعر: تحتوي الحناء على مواد كيميائية قلوية تعمل على فتح طبقات شعر الشعر لتسمح للمواد الملونة بالتسلل داخل الهيكل الداخلي للشعر. رغم ذلك، فإن هذه العملية القاسية قد تؤدي إلى تلف بروتينات الشعر الطبيعية وتجعله أكثر عرضة للتكسير والتجعد وفقدان اللمعان بعد فترة من الوقت.
- الاضطرابات الوراثية: وجدت إحدى الدراسات العلمية الحديث أن مستخلصات نبتة الحناء ربما تحتوي على خصائص جينية مضادة، مما يعني أنها قد تتداخل مع عمل الجينات المسؤولة عن نمو وصحة الشعر. وبالتالي، هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم آثار استعمال الحناء طويل الأمد على الصحة العامة لشعر الرأس.
- استبدال اللون الطبيعي بفوتوكلور : يُشاع أن الحناء تغطي الشيب نهائياً، لكن الحقائق تشير إلى أنّ تأثيرها مؤقت ويخفي فقط بصيلات الشعرة البيضاء حتى ينمو شعراً جديداً مرة أخرى. لذلك، لن تكون طريقة فعالة لمنع ظهور الشيب وإنما ستحل مكانه لون آخر غير الأصلاني.
- مشكلات مرتبطة بإضافة مواد كيماوية: غالباً ما يتم خلط الحناء التجارية بمستحضرات معدنية وأصباغ اصطناعية لتحقيق نتائج سريعة وفعالة أكثر، ولكن تلك المواد الإضافية تضيف خطورتها الخاصة إذ تحمل احتمال زيادة فرصة تعرضك لأضرار صحية مختلفة حسب نوع المكون المستخدم وكيفية التعامل معه أثناء التطبيق ومعالجته لاحقاً.
رغم كل هذه المحاذير الواجب أخذها بعين الاعتبار، تبقى الحناء وسيلتها آمنة نسبياً مقارنة ببعض منتجات صبغات الشعر الكيمائية الأخرى إذا اتبع التعليمات بحذر واتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية فروة رأسك وشعر رأسك عامةً. تجنب ترك الخليط مدة طويلة جداً – أقل من ساعتين مثلاً– وانتبه جيداً لقراءة قائمة المكونات بحثاً عن مشتقات المواد المعدنية المؤثرة سلبيّاًعلى بشرتك وعلاواتها التي تضفي ألوان جديدة مميزة لك ولون شعرك الحالي بطرق مبتكرة وممتعة! كما ينصح باستشارة مختص متخصص بالأمراض الجلدية والعناية الشخصية أول الأمر لإرشادك بشأن مدى صلاحيتها للاستعمال بناءً على حالة شعرك وظروفك الصحّية الخاصة بك تحديداً مما يخفف احتماليّة الوقوع تحت مطرقة المشاكل الغير متوقع حدوثا والتي ذُكرت سابقاً إن شاء الله تعالى.