مفهوم الذهب الزائف:
يُلقَّب معدن البيريت غالبًا باسم "الذهب الزائف"، وقد نشأ هذا الاسم بسبب تشابه اللون بينهما وتوقعات أولئك الذين اكتشفوا البيريت لأول مرة. فعندما ينظر المرء إلى سطح قطعة بيريت لامعة ومشرقة، قد يخطئه الإنسان الجاهل بأنه جزء من المعدن الثمين - الذهب. ومع ذلك، هناك فروقات أساسية تكشف الاختلاف الواضح بين الاثنين والتي سنستعرضها لاحقًا.
وصف الفيزيائي لمعدن البيريت:
التركيب الكيميائي: مختلف تمامًا عن الذهب. يتكون البيريت أساسًا من خليط غير متجانس يشمل ذرات الحديد والكبريت بنسب ثابتة تقريبًا: 46.67٪ حديد و53.33٪ كبريت، مما يؤلف تركيبه الكيميائي الخاص (FeS₂). بينما لدى الذهب طابع فردي أكثر حيث يتكون فقط من ذرات الذهب المتصلة بذرات أخرى من نفس النوع.
الخفة والقسوة: رغم جماله الظاهري، إلا إن وزن البيريت أخف بكثير من الذهب وبالتالي كثافته أيضا أقل منه. وعلاوة على ذلك فإن درجة صلابته أعلى نسبيًا بالمقارنة بمعدن الذهب الناعم نسبياً. كل هذه الخصائص جعلت التعرف الدقيق عليه أمراً ضروريًا لتحديد عدم صلاحيته للاستعمال كمعدن ثمين.
أصول تسميته:
اسم "بيريت" مستمدٌّ من اللغة اليونانية ويعني حرفيًا "النار". وقد جاء هذا الارتباط التاريخي نتيجة القدرة الفذة لهذه القطعة البيضاء البيضاء على إحداث الشرارة بالنقر عليها بشدة بالأدوات الخشنة أثناء البحث عنه واستخدامه كوسيلة بدائية لإشعال النار منذ القدم. وهذا الأمر اضاف إليه تصنيف آخر وهو "بيريت الحديد".
المواضع المنتشرة فيه:
من المعروف أن مواقع وجود البيريت تتوزع بوتائر متفاوتة عبر العالم سواء كانت داخل الطبقات الأرضية العميقة ضمن طبقات خامات مختلفة الأشكال مثل الأوردة والجراثيم وغيرها وفي أحجام متنوعة منها المكعب والشرائح والكتل الضخمة أيضًا. كما أنه يحظى بحضور ملحوظ خاصة في المناطق الغنية بالرواسب والصخور الرسوبية القديمة بعض الشيء نظرًا لحالة التحلل والتغيرات المؤثرة على الهيئة الأصلعية لها سابقًا.
الاستخدامات التجارية والفوائد العلاجية:
ربما يبدو أمر غير متوقع لكن للإنسانية وجهتان لاستخلاصه واستخداماته المختلفة إذ إنه مورد مهم ولافت للانتباه فيما يتعلق بصناعتَيْه الرصاص الحمضي وكبريتات الحديد المستخدمان اساساً لكلٍّا من اصناف كبيرة ومتنوعة ابتداءاً بالتجهيزات الكهربائية وانتهاءً بالعلاج البديل لنقص العنصر المغذي المهم جدا والذي يعد أحد الأحجار المشكلة لجسد الانسان وهو الحديد نفسه! إنها حقائق عجيبة تبهر العقل وتحترم عمل الكون الرائعين المقادير والمكونات الموجودة بهذه الأرض المباركة!
وفي نهاية المطاف، على الرغم من كون البيريت مجرد نسخة تقليدية غير ذات قيمة سوقية بالنسبة للأشخاص المهتمين باستخراج الموارد القيمة، إلّا انه يبقى ذا أهمية بيولوجية واقتصادية واسعة الانتشار حول عالمنا الكبير المترامي الأطراف.