• صاحب المنشور: عبير بن عمار
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات كبيرة مدفوعة بتقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI). هذه التقنية تطورت بسرعة وأصبحت جزءاً أساسياً من العديد من الصناعات حول العالم. ولكن كيف يؤثر ذلك تحديداً على سوق العمل العربي؟ وما هي الفرص والتحديات التي تفرضها الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة المحلية؟

**الأثر الإيجابي للذكاء الاصطناعي على سوق العمل العربي**

1. تحسين الكفاءة والإنتاجية: يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط العمليات وتعزيز إنتاجية العمال عبر أدوات مثل الروبوتات الآلية والبرمجيات المتقدمة. هذا قد يسمح للموظفين بقضاء المزيد من الوقت في المهام الأكثر تعقيداً وتطلباً للإبداع البشري.

1. إحداث ثورة في الخدمات الصحية: أحد أكثر القطاعات تأثراً بالذكاء الاصطناعي هو الرعاية الصحية. حيث يتم استخدام تقنيات التعلم الآلي لتشخيص الأمراض مبكراً وبالتالي زيادة فعالية العلاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن الروبوتات الطبية تساعد الأطباء في الجراحات المعقدة مما يحسن نتائج المرضى.

1. تعزيز التعليم: يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم تجارب تعليمية شخصية لكل طالب حسب مستواه وقدراته الخاصة. كما أنه يجعل الوصول إلى المعلومات أسهل بكثير من خلال مساعدات الويب القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي توفر حلول سريعة لأسئلة الرياضيات أو اللغات وغيرها الكثير.

1. توسيع فرص الأعمال الصغيرة: مع وجود أدوات ذكية أقل تكلفة ومتاحة الآن لأصحاب المشاريع الناشئة، فقد أصبح بإمكانهم المنافسة بشكل أفضل ضد الشركات الأكبر حجماً من خلال الاستفادة من التطبيقات البرمجية والقاعدة الرقمية الواسعة الانتشار حالياً.

**التحديات المحتملة لسوق العمل العربي بسبب الذكاء الاصطناعي**

1. الاستغناء عن الوظائف البشرية: واحدة من أكبر المخاوف المرتبطة بتقدم الذكاء الاصطناعي هي احتمالية فقدان الوظائف نتيجة للاستخدام المكثف لهذه التكنولوجيا في كثير من التخصصات مثل كتابات الأخبار والمراجعة القانونية وصيانة السيارات وغيرها الكثير.

1. فجوة المهارات الرقمية: يتطلب الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا مستوى أعلى من المعرفة الرقمية بين العاملين الحاليين والعاملين المستقبليين أيضاً. ولا تزال هناك فجوة واسعة بين عدد الأفراد الذين لديهم مهارات رقميّة وكيف يقارن هذا العدد باحتياجات السوق الحقيقيّة حاليًا ومستقبلًا متوقعًا لهذا المجال .

1. القضايا الأمنية والأخلاقية: تشكل خصوصيَّة البيانات الشخصية تحدياً كبيراً أمام انتشار واستخدام التقنيات المعتمدة علَى خوارزميات تعلم عميق وخبيثة غالبًا ما تكون غير شفافة تماماً حتى لدى مطوروها الأصلانيين! تتطلب حماية المجتمعات العربية إدارة دقيقة لحقوق الملكية الفكرية وضمان عدم تعرض بيانات المواطنين والمقيمين العرب لنزاعات قضائية دولية ناجمة جزئياً عن مشاكل قانونية قائمة بالفعل تجاه بعض الدول الغربية فيما يخص سرقة ملكيتها الفكريّة واستعمالها دون إذن شرعي مناسب.

إن عالم عمل القرن الواحد والعشرين مليء بكل هذه الاحتمالات المثيرة للحماس ولكنه أيضًا محفوف بالمخاطر بشكل واضح جدًا - فهو يدفع نحو إعادة النظر جدّيا بمناهج التدريب المهني الدائم الذي يناسب احتياجات جيل الشباب اليوم ومن بعده إن لم يكن قبل ذاك الزمن أيضًا لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة الاقتصادية المنشودتين داخل الوطن العربي الكبير الذي يعيش مرحلة انتقال جديدة تستهدف بناء مجتمع عصري قادرٌ علي مواجهة رهانات الثورة الرقمية العالمية الحديثة بكل قوة وثبات وثقة بالنفس أيضا...