- صاحب المنشور: أفراح بن سليمان
ملخص النقاش:
مع التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح هناك نقاش واسع حول تأثير هذه التقنية على سوق العمل. بينما يرى البعض أنها ستؤدي إلى خسارة ملايين الوظائف بسبب الأتمتة، يشير آخرون إلى فرص جديدة قد تخلقها الثورة الصناعية الرابعة. هذا الحوار يدور حول كيفية تحقيق توازن بين القدرات البشرية الفريدة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحقيق نمو اقتصادي متكامل ومستدام.
**الذكاء الاصطناعي كمحرك للتغيير الاقتصادي**
يتيح الذكاء الاصطناعي تحسين الكفاءة في العديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والصناعة المالية والتجارة الإلكترونية. على سبيل المثال، يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي توقع الأمراض مبكرًا في مجال الطب, مما يعزز الدقة والإدارة الذاتية للمرضى. وفي قطاع الخدمات المصرفية, يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم خدمات شخصية أكثر للعملاء عبر التعلم الآلي والتحليل التنبؤي. ولكن رغم كل هذه الإيجابيات, فإن القلق الرئيسي يكمن فيما يُسمى "مخاوف البطالة" الناجمة عن استبدال العمال البشريين بأجهزة الروبوت أو البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
**دور الإنسان غير قابلة للتوصيف**
رغم قوة الذكاء الاصطناعي وقدرته الهائلة على معالجة كم هائل من البيانات بسرعة كبيرة, إلا أنه محدودٌ بقدرته على فهم السياق الإنساني والعاطفي. هنا يأتي دور الإنسان الذي يتفوق في جوانب مثل التواصل الاجتماعي, الأخلاق, الفن والإبداع. مهارات مثل حل المشكلات المعقدة, إدارة العلاقات والأعمال التجارية الشخصية تعتبر أساساً للإنجاز المؤسسي ولا يمكن تعويضها بواسطة الروبوتات حالياً. لذلك, بدلاً من النظر إلى الذكاء الاصطناعي كعدو محتمل للوظائف البشرية, ينبغي إدراك أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أدائهم وليس لاستبدالهما تماماً.
**نحو شراكة ذكية**
مستقبل العمل ليس صراعاً بين الآلات والبشر ولكنه فرصة للشراكات الذكية التي تستفيد من نقاط قوة الجهتين. وهذا يعني إعادة تعريف مفهوم التدريب المهني والتعليم المستمر حتى يتمكن القوى العاملة الحالية والمستقبلية من التقاط الجديد وتحويل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لصالحهم الشخصي والمهني. كما تتطلب هذه الانتقال أيضاً مراجعة شاملة لقوانين الضمان الاجتماعي والنقابات العمالية بهدف ضمان حصول جميع الأفراد الذين تأثروا بتغير السوق - سواء كانوا عمالاً مباشرين أم indirectly impacted – بالحماية اللازمة والدعم المناسب خلال فترة التحول هذه.
الخلاصة
إن غداً أفضل لنا جميعاً عندما نجد طرق مبتكرة لإدخال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ضمن عملياتنا اليومية بطريقة تضمن بقاء الإنسان مركز القيادة والاستمرار في تقديم قيمته الفريدة للعالم الرقمي الحديث. إن التعاون المثمر بين الموارد البشرية وأحدث الاختراقات العلمية سيفتح آفاقا عظيمة أمام مجتمع الأعمال العالمي خاصة بعد جائحة كورونا حيث أصبحت حاجتنا ماسّة لإعادة بناء نظام عالمي أقوى وأكثر مرونة واستعدادًا لمواجهة التحديات المقبلة بكفاءة أكبر.