- صاحب المنشور: غفران السيوطي
ملخص النقاش:
مع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، ظهرت مجموعة من القضايا التي تحتاج إلى اهتمام عاجل. هذه القضايا تتعلق بالأخلاق والسلامة والأمان ومستقبل البشرية نفسها. على الرغم من الفوائد الواضحة للذكاء الاصطناعي مثل زيادة الكفاءة وتوفير الوقت وتقديم حلول مبتكرة للمشكلات المعقدة، إلا أنه ينبغي الاعتراف بأن هناك تحديات كبيرة يجب معالجتها قبل أن نواصل استكشاف هذا المجال بسرعة فائقة.
التحدي الأول: العدالة العرقية والجنسيّة والطبقية
أظهرت الدراسات الحديثة أن نماذج التعلم الآلي غالبًا ما تعاني من تحيز بناء عليها البيانات المستخدمة في التدريب. يمكن لهذه التحيزات أن تؤدي إلى نتائج غير عادلة وغير دقيقة، مما يؤثر سلباً على الأفراد والمجموعات المختلفة. فمثلاً قد يتم رفض شخص ذو بشرة داكنة عند طلب قرض بنكي بسبب الخوارزميات التي تم تدريبها على بيانات تاريخية حيث كانت نسبة القروض الرافضة أعلى بالنسبة للأفراد الذين ليس لديهم لون البشرة الغالب في تلك المجتمعات. يجب العمل على تطوير خوارزميات أكثر شمولاً وعدالة لتحقيق تكافؤ الفرص الحقيقي لكل الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم أو هوياتهم أو مواقعهم الاجتماعية الاقتصادية.
التحدي الثاني: الآثار الأمنية
يهدد انتشار الذكاء الاصطناعي الأمن الوطني والعسكري والدولي بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، الاستخدام المتقدم لأسلحة الروبوتات وإمكانية شن هجمات سيبرانية واسعة باستخدام الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف جدية بشأن السلام العالمي والاستقرار السياسي. بالإضافة لذلك، فإن الهجمات الإلكترونية التي تستغل الثغرات الأمنية داخل الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تشكل تهديدا مباشراً لاستدامتنا كنوع بشري. يتطلب الأمر نهجا متكاملا يشمل الجوانب القانونية والفلسفية والأخلاقية لحماية مجتمعاتنا وأرواح الناس من أي ضرر محتمل نتيجة سوء تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
التحدي الثالث: فقدان فرص عمل الإنسان
يمكن لآلات الذكاء الاصطناعي القيام بمجموعة واسعة من الوظائف التي كانت تعتمد سابقاً على العمالة اليدوية والإنسانية. بينما حققت هذه العملية مكاسب اقتصادية هائلة ولها تأثير ايجابي واضح في زيادة الإنتاجية، إلا أنها زادت أيضاً معدلات البطالة وعدم اليقين الوظيفي بين الموظفين التقليديين والمعتاديين على أدوات عمل ثابتة لا تغيرها البرمجيات والخوارزميات الجديدة يوميا. إن إعادة تأهيل القوى البشرية العاملة والتدريب المستمر هما مفتاح مواجهة هذا الواقع الجديد الذي فرضته الثورة الرقمية والحوسبة المعرفية.
هذه هي بعض الأمثلة الرئيسية للتحديات المرتبطة بتطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي والتي يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء عملية التصميم والبناء والنشر لهذا النوع من الحلول التكنولوجية. فهي تعد خطوة حيوية نحو خلق عالم أكثر عدالة واستدامة وصلاح للاستعمال الإنساني مستقبلاً.