- صاحب المنشور: إبتهال القفصي
ملخص النقاش:
مع تزايد الاعتماد العالمي على التكنولوجيا الرقمية، هناك نقاش مستمر حول مدى تأثيرها على المهارات الاجتماعية والتواصل الشخصي. بينما تقدم التقنيات الحديثة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني ووسائل أخرى طرقًا جديدة للتواصل، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى تحديات فريدة فيما يتعلق بكيفية تعاملنا مع بعضنا البعض وجهًا لوجه.
في هذا السياق، تشير الدراسات إلى مجموعة متباينة من الآثار:
- تحسين الكفاءة: توفر التكنولوجيا أدوات فعالة للاتصال على نطاق واسع وعبر الحدود الجغرافية. يمكن للمستخدمين الآن البقاء على اتصال بأفراد عائلتهم وأصدقائهم بغض النظر عن موقعهم. هذه القدرة يمكن أن تقوي الروابط بين الأشخاص الذين ربما كانوا غير قادرين على الحفاظ على شبكاتهم الاجتماعية بدون تكنولوجيا المعلومات.
- تراجع التواصل الطبيعي: رغم فوائدها، فإن استخدام الأجهزة الذكية باستمرار قد يؤثر سلباً على المهارات الأساسية للتواصل الفعلي. الأطفال والشباب تحديداً معرضون لتأثيرات العزلة الناجمة عن قضاء وقت طويل عبر الإنترنت أو أمام الشاشات مما يقلل من فرص التعلم والتقليد الصحيح للأدوار الاجتماعية والمعايير الثقافية التي يتم تعلمها عادة من خلال التجارب اليومية والمباشرة.
- التعبير الافتراضي: إن الطريقة التي نتواصل بها رقمياً غالباً ما تكون مختلفة عن تلك المستخدمة وجهاً لوجه. اللغة المكتوبة عبر الرسائل القصيرة أو الدردشة لها نمط خاص مختلف عن اللغة المنطوقة. هذا الاختلاف قد يشكل تحدياً عند الانتقال مرة أخرى إلى الحديث الوجهي حيث تتطلب التجربة البشرية العادية قدر أكبر من الانفتاح والعاطفة والاستيعاب الذي قد يبدو غير طبيعي لمن اعتادوا على التواصل الأكثر رسمية والأكثر تركيزاً على البيانات عبر الوسائل الرقمية.
- الإعلام الجديد وتغيُّر المفاهيم: ظهرت ظاهرة "الإعلام البديل" والتي تشمل الأخبار والحكايات المنتشرة بسرعة عبر الشبكات الاجتماعية وغيرها من القنوات الرقمية المتاحة مباشرة للمستهلك النهائي. هذه الظاهرة لديها القدرة لإعادة تعريف كيفية تكوين الأفكار العامة وكيفية بناء العلاقات المجتمعية لكنها أيضًا تعرض البشر لمستويات عالية من المعلومات الخاطئة والإشاعات وهذا الأمر له تداعيات كبيرة على الصحة النفسية والحياة الاجتماعية بشكل عام.
وفي نهاية المطاف، مكامن قوة وضعف التكنولوجيا تكمنان ضمن التحكم بشؤون الحياة الخاصة بنا واستخداماتها بطرق مسؤولة ومجدية اجتماعياً وصحياً وعقلياً.
