- صاحب المنشور: شريفة الصقلي
ملخص النقاش:
مع تزايد الضغوط على الموارد الطبيعية وتغير المناخ العالمي، أصبح لزاماً علينا إعادة النظر في طرقنا التقليدية لإنتاج الغذاء. هنا يأتي دور التكنولوجيا الحديثة كمحرك رئيسي لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية في العالم العربي. بفضل الابتكار والتطوير المستمر للتقنيات الزراعية، يمكننا تعزيز الكفاءة الإنتاجية، تقليل الفاقد من المنتجات، والحفاظ على البيئة.
استخدام الروبوتات الذكية في عمليات الحرث والبذر
أصبحت الروبوتات جزءًا لا يتجزأ من العديد من القطاعات الصناعية، ومن بينها قطاع الزراعة. يستطيع هؤلاء الروبوتس الأتمتة عدة مراحل زراعية مختلفة بدقة عالية والكثير منها يصعب القيام به يدويا. بداية بتحديد مواقع البذور الدقيقة أثناء عملية البذر، ثم الرش الآلي للمبيدات والأسمدة التي تعمل بناءً على بيانات معينة مثل كمّية الأمطار ومتوسط درجات الحرارة لتجنُّب أي هدر للمستلزمات. هذا يضمن تحسين جودة المحصول وخفض تكلفة العمليات بشكل ملحوظ. كما أنها توفر البيانات اللازمة عن حالة التربة والمياه مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الإدارة المستقبلية للأرض.
الاستفادة من الطاقة الشمسية لري المحاصيل
الطاقة الشمسية ليست مجرد مصدر نظيف وقوي للتوليد الكهرباء؛ إنها أيضًا حل مثالي لمشكلة ندرة المياه في الصحاري العربية. باستخدام الألواح الشمسية لتحلية مياه البحر أو مياه المجاري، يتم الحصول على مياه صالحة للري. بالإضافة لذلك، فإن تركيب أنظمة الري بالتنقيط المدعومة بطاقة شمسية تسهم في خفض استهلاك المياه بنسبة كبيرة مقارنة بأنظمة الرّي التقليدية. هذه الطريقة أيضاً تقلل بصمات الكربون المرتبطة بري النباتات وتساعد على مواجهة تحديات الجفاف الناجمة عن تغير المناخ.
الرصد عبر الأقمار الصناعية وتحليل البيانات لتحسين إدارة المحاصيل
يمكن لأجهزة القياس بالأقمار الصناعية تقديم معلومات دقيقة ومفصلة حول صحة المحاصيل والنباتات الأخرى. من خلال تحليل صور الأشعة تحت الحمراء وأشعة الراديو وغيرهما، تستطيع المؤسسات الزراعية تتبع نمو المحاصيل ومعرفة مدى حاجتها للسقاية والتغذية وما إلى ذلك. وهذا يعطي فرصة أفضل للحفاظ على مستويات جيدة للعائد ويمنع الهدر المحتمل بسبب سوء الظروف الجوية أو مشاكل صحية للنباتات. علاوة على ذلك، تساعد هذه المعلومات العلميين والباحثين في اختبار أنواع جديدة من الأصناف والمعدلات المثالية للإنتاج المتنوع وفق احتياجات كل منطقة وظروفها الخاصة بها.
إن دمج التكنولوجيا في قطاع الزراعة ليس خياراً بل ضرورة حاسمة لوظيفة النظام الغذائي لدينا واستقرار أمننا الغذائي العام بينما نقوم بحماية مواردنا الثمينة. إن القدرة على تطوير ثقافة أكثر شمولاً وإدراك قيمة التحول نحو الأساليب الأكثر ذكاءً هي خطوات مهمة نحو تحقيق مجتمع مزدهر وصحي وصديق للمحيط الحيوي بكل طاقاته الطبيعية وعلى رأسها الصحة العامة والاقتصاد والدفاع عن حقوق الإنسان وحفظ البيئة الطبيعية لكل الشعوب العربية والعالم بأجمعه.